المكتب الإعــلامي
ولاية تونس
التاريخ الهجري | 19 من شوال 1438هـ | رقم الإصدار: 15 / 1438 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 13 تموز/يوليو 2017 م |
بيان صحفي
أمر رئاسيّ جديد لحماية مصالح المستعمرين
منذ أيّام قليلة صدر بالرائد الرسمي الأمر الرئاسي عدد 90 لسنة 2017 المؤرخ في 2017/07/03 وفيه إعلان مواقع الإنتاج والمنشآت الحساسة والحيوية مناطق عسكرية محجرة. وإذن بـ"اللجوء لاستعمال كل الوسائل المتاحة للقوة".
وهذا الإعلان تأكيد لما سبق أن هدد به الباجي قايد السبسي في كلمته يوم 2017/05/10 بقصر المؤتمرات حين ندد باعتصام الكامور الذي رفع شعارات تدعو إلى تحرير البلاد (وخاصّة مناطق الإنتاج)، واسترجاع الثروات من الشركات الاستعماريّة الناهبة، ولا زالت الاعتصامات قائمة إلى اليوم في مناطق عديدة من الجنوب، تجابهها السلطة بمحاولات القمع والتشتيت وأنصاف الحلول حتى لا تستمر في رفع شعارات تغضب السفراء!
هكذا، ويوماً بعد يوم، يزداد تسخير هذا الجزء العزيز من بلاد المسلمين للدول الاستعمارية وشركاتهم. فلم تعد تكفي العقود الفاسدة لضمان نهب الشركات لثرواتنا نهبا، فزادها "رئيس" البلاد بهذا الأمر الرئاسي حصانة وضمانا فاستغلّ صفته "القائد الأعلى للقوات المسلّحة" لتسخير القوّات العسكريّة حارسة للشركات! وصدّا لأهل البلد عن المطالبة بحقوقهم.
ومما يزيدنا حسرة وعجباً هو أن تمر هذه المصائب، فلا نقاش ولا محاسبة ولا إنكار! يعلن السبسي أجزاء من أرض تونس الطيبة مناطق عسكرية ويقنّن تحجيرها على أهلها لا يدخلونها إلا بتصريح، ويتركها متاحة مستباحة لشركات أجنبيّة أظهرت الوقائع والتقارير حجم فسادها وحجم تورطها في نهب خيرات البلاد وثرواتها. ويُصدِر أمرا رئاسيا ليعطي الإذن باستعمال القوة على نهب ثروات بلدهم إذا ما أرادوا إيقاف الإنتاج والضخّ لشركات النهب الدولي. فلا يتحرك الشارع السياسي والحقوقي والنقابي في تونس، بالرغم من انتهاكه الصارخ للدستور ولتقاليد التعاطي الأمني في البلاد قبل الثورة وبعدها.
فلمصلحة من صدر هذا الأمر الرئاسي؟ وهل إن الإذن بالتصدي للمحتجين والمتظاهرين العزل بالقوة العسكرية يعكس إرادة النظام وحرصه المزعوم على تنمية الاقتصاد بالتنفيذ الحرفي لأوامر صندوق النهب الدولي التي أفقرت الناس وجعلتهم رهينة لكبار المرابين في العالم، أم هي لصالح القوى الاستعمارية التي قدّم لها "حكام" البلاد فروض الولاء والطاعة ثمنا للاستمرار في الحكم، وكممت أفواه المعارضة والمنظمات الرديفة لقاء عدم إقصائها أو محاسبتها أو فضحها؟
وأمام هذا المصاب الجلل والخطب الفادح فإنّنا في حزب التحرير/ ولاية تونس نوجّه القول:
1- إلى أهلنا المسلمين في تونس الذين خرجوا يريدون استرداد بلدهم وتحريرها ممن استعمرها:
لقد أثبتّم كلّ مرّة أنّكم لا تسكتون على ظلم، وصدعت حناجركم بشعار "الموت ولا المذلّة" فلا تلينوا ولا تهنوا فأنتم أحفاد الصّحابة الذين عمروا هذه الأرض الطّيبة والذين تصدّوا لكلّ ظّلم وكفر حتّى جاءهم نصر ربّهم فسادوا الدّنيا أعزّاء كرماء لا يقدر عدوّهم على شيء من أرضهم أو ثمرهم. واذكروا قول ربّكم في كتابه العزيز ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾، واعلموا أنّ الله ناصر عباده.
2- إلى الوجهاء والعلماء والخطباء في المساجد:
هذه هي السلطة في بلادكم لا تريد أهل تونس إلا خاضعين لعدوّهم يسكتون أو تقمعهم ولا ترى مانعا في قتلهم إن هم خرجوا يريدون استرداد بلدهم وثرواتهم من المستعمر الذي يسرقها. وأنتم تعلمون أنّ الخضوع للكافر المستعمر منكر عظيم قال تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾،وهذا الأمر الرئاسي الجديد منكرٌ عظيم، يجب أن تعلنوا رفضه وإنكاره وتعملوا على إبطاله عاجلا لا آجلا. ونذكّركم بقول الرّسول الكريم e: «وَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنّ بالمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنّ عَنِ المُنْكَرِ، أو لَيُوشِكَنّ الله أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْهُ ثُمَ تَدْعُونَهُ فَلا يَسْتَجِيبُ لَكُمْ».
3- إلى كلّ معنيّ بتطبيق الأمر الرئاسيّ:
أن يكون الجيش حارسا أمينا للبلاد وثرواتها ويمنع أن تطالها أيادي المخربين والمعتدين والناهبين، فهذا من واجباته، (وإنّه لا معتدي ولا ناهب ولا مخرّب إلا الشركات الاستعماريّة)، أمّا أن يكون حاميا للشركات فهذه مصيبة. وأن تستغل هذه الفئة الحاكمة سلطتها فتصدر القوانين من أجل تسخير الجيش لحماية الشركات فالمصيبة أعظم. وإنّ نظام الإسلام يحرّم تحريما قطعيا حماية الشركات الاستعماريّة وتقديم الإسناد لها لأنّ الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء﴾، ويحرّم المشاركة في قتل المسلمين أو تشريدهم أو ترويعهم تحريما شديدا لقول الله تعالى: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾.
أيها المسلمون:
إنّ هيمنة الكافر المستعمر على بلادنا لا تكمن في قوّته، بل في ضعفنا، لأنّنا نفتقد دولة تحمينا ورجال دولة حقيقيين يرعون شؤوننا، واعلموا أنّ ربّكم الذي خلقكم فرض عليكم إقامة دولة ترعاكم الرعاية الكريمة بأحكام الإسلام وتحقن دماءكم، وتصون أعراضكم وثرواتكم، وتحمي دياركم، وتذب عن كرامتكم... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ e، قَالَ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ، وَيُتَّقَى بِهِ».
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية تونس
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية تونس |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 71345949 http://www.ht-tunisia.info/ar/ |
فاكس: 71345950 |
3 تعليقات
-
جزيتم خيرا
-
بارك الله فيكم
-
بارك الله فيكم