الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية تونس

التاريخ الهجري    22 من شوال 1445هـ رقم الإصدار: 1445 / 25
التاريخ الميلادي     الأربعاء, 01 أيار/مايو 2024 م

 

بيان إعلامي

 

عندما تُصبحُ الدّولة عدُوّة لعقيدة أهل البلاد!

 

لا يمُرّ علينا يوم في تونس، البلد المنكُوبِ أهلُها بعجائب العلمانيّة، إلاّ وتُنغّصُ عيْشَنا وتُكدّرُ صفْوَهُ المنظومةُ الحقودة المُهترئة تنفذ سُمومها هنا وهناك، فلم نكد نخرج من جريمة السّماح بنشر كُتب دعاوي الشّذوذ واللّواط "سين وجيم الجنسانيّة" مجّانا خلال المعرض الدّولي للكتاب الذي اختتم أعماله يوم 28 نيسان/أبريل 2024، ثمّ مُؤتمرات الإسفاف وخطاب الوثنيّة الجديدة تحت عناوين مُضلّلة "حديث الرّوح"، حتّى نشهد اندلاع حملة شعواء بتاريخ 29 نيسان/أبريل 2024 من مراصد وحُرّاس المبدأ المُنهزم الرّاحِل، تُحرّض ضدّ أستاذ التفكير الإسلامي بإحدى المدارس الخاصّة بمدينة قابس والذي احتفل بارتداء إحدى تلميذاته الحجاب وكافأها بمُرطّبات كُتب عليها "مبروك حجابُك"، عبارة أقضّت مضاجع عقارب العلمانيّة وضباعها فصارت تندُبُ حظّها وتزعق في وُجوهنا زعيق الغربان أو الغريق الذي أيس فُرصته في النّجاة.

 

وإنّنا في القسم النسائي لحزب التّحرير في ولاية تونس نلفتُ انتباه الرأي العام الذي نثقُ تمام الثّقة في انسجامه وتصالحه مع عقيدة الإسلام المُتأصّلة المُتجذّرة فيه إلى الآتي:

 

- إنّ هذه الحملات والأعمال المشبوهة ليست بمحض الصّدفة ولا الانفصال، بل هي تواصُل لمشروع قديم جديد يسعى بالبلاد إلى مزيد الغرق في مُستنقع العلمانيّة القذرة ومُحاربة أية مُحاولات للنّهضة على أساس الإسلام من خلال ترصّد النّشء والأجيال اليانعة بإفسادها ونشر قيم الباطل التي عافتها المُجتمعات الغربيّة.

 

- إننّا نهيب بالشرفاء في تونس الانتباه والتّنبّه واليقظة ثمّ اليقظة لهذه المُمارسات الإجراميّة في مُصادرة عقيدة النّاس على النّمط النوفمبريّ والبورقيبي المُدْبِريْن، وإنّ الغرب وسفاراته المُجرمة ومنظماته المشبوهة التي عشّشت في وزارة التّعليم والثّقافة وأجهزة الإعلام الخاضعة لتوجيه وتأطير اللُّوبيّات الرأسماليّة المُتربّصة بأهل البلاد وعقيدتهم، ما كانت لتجد موطأ قدم لولا أنّ سَقْط المتاع والمُتخاذلين والمُرتشين مهّدوا لها الأمر فكانوا على طريق أبي رِغال يسيرُون ويقودون المُستعمر والحاقد والنّاقم علينا، فيُمكّنون لهم رقابنا.

 

- وبذلك فإنّه واجب علينا جميعا أنّ نَنْهى عن المُنكر ونأمر بالمعروف في كلّ رُكن من أركان بلادنا؛ في دُورنا وأسرنا، في أحيائنا ومُدننا، في مدارسنا وجوامعنا، في احتفالاتنا ومآتمنا، بحيث لا نترُك لهم فرصة الانقضاض علينا ورفع أصواتهم النّشاز، فإنّه لا تُخرسهم وتُحاصرهم في الزاوية إلا أنّ تعضّوا بالنواجذ على مُقوّمات دينكم فتصدعوا بالحقّ غير هيّابين ولا وجلين.

 

- إنّ المنظومة التعليميّة في تونس التّي أسّس لها صنمهم بورقيبة تشهد انحدارا ما وراءه انحدار، بفضل قيم الحداثة والمساواة والحُرّيات والوطنيّة، قيم الوهم والزّور والبُهتان، زُرعت غيلة في برامج التّعليم فصارت عقبة أمام تربية الأجيال حيثُ أصبح الوسط المدرسيّ يشهد يوما بعد يوم ارتفاع منسوب العُنف تجاه المُربّي، واعتداءات النّشء الذين يدعونهم "بالأطفال"، اعتداءات أقلّها العنف اللّفظيّ والأذى النّفسي لتصل إلى الضّرب القاتل والاعتداء الجنسي بل حتّى تحرش تلاميذ الثالثة عشر الذّكور بالإناث وسط القسم - بفضل منظومة إجباريّة الاختلاط، ويُمكن مُراجعة خفايا تقارير مجالس التّربية بالمدارس الإعداديّة والثّانويّة - وما خفي أعظم!

 

- ثمّ إنّه أمام سيل البرامج التلفزيونية وما تحمله من رسائل مُفسدة وما يُبثّ من مواد إعلاميّة خطرة على وسائل التّواصل الإلكتروني التي تضرب كلّ القيم وتُحرّف ميزان الصّواب والخطأ، تعْجز المضامين التربويّة الرسميّة في مؤسّسات التربية في تونس التّي يُراد لها أن تكون عقيمة بفعل فاعل وتدبير خبيث، فلم يظلّ لنا كقلعة أخيرة للنّضال إلاّ الوسط الأسريّ والمربّين الأفاضل في الوسط المدرسيّ، وبذلك فنحن نُعوّل عليهما ونشُدّ على أيدي كلّ شُجاع يجتهد ويستنبط للنّهوض بأبنائنا إلى برّ الأمان؛ برّ الإسلام.

 

- ختاما نُشير إلى مسألة مركزيّة خطيرة وهي ما يشهده العالم اليوم من تحوّلات في الرأي العام العالميّ والغربيّ خصوصا، الذي بدأ يقرفُ أهله من قيم التنوير المزعومة بفضل طوفان الأقصى المبارك ودماء شهدائنا الزكيّة في غزة الأبيّة، وما ارتفاع نسبة مُعتنقي الإسلام الجدد، خاصّة النساء منهم - بشهادة الصُّحف والتقارير الإعلاميّة العالميّة - وارتداؤهنّ الحجاب والإشهار بذلك على وسائل التّواصل الإلكتروني إلاّ ضربة قاصمة للفكر العلمانيّ والنّسويّ، ثمّ ما تَواصُلِ الاحتجاجات الطُلّابيّة في قلب أعتى وأعرق الجامعات الأمريكية التي تُمثّل أكبر منتج لمُنظّري الفكر العلماني ضدّ نفاق سياسة الولايات المتحدّة والنظام العالمي والمنظّمات الدوليّة والنسويّة تجاه مجازر أهل غزة إلاّ انتفاضة وصحوة وعي تُنذر بسقوط النظام العلماني وتُبشّر باقتراب أيّامه، فما لكم أيّها "العلمانجيّون" تتشبّثون بثقافة انتهت صلاحيّتها وبَصَقها أهلها؟ أكلَّ هذا كِبْرٌ أم أنّها مصالح؟؟

 

أيّها الأحرار والشّرفاء في أرض عُقبة، إنّ الصّدع بالحقّ أمر عظيم يحتاج القُوّة والإخلاص، وإنّ الخُروج من مُستنقع العلمانيّة والتّحرّر بالإسلام يحتاج هذين الأمرين، فتذكّروا قوْل ربّكم العظيم عز وجل: ﴿الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ * فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ * الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [سورة النّحل].

 

 

المكتب الإعلاميّ للقسم النسائي لحزب التحرير في ولاية تونس

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية تونس
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع