المكتب الإعــلامي
التاريخ الهجري | 27 من صـفر الخير 1429هـ | رقم الإصدار: |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 04 آذار/مارس 2008 م |
لقد آن الأوان أن تعطي الحكومة والجيش الحساب
لقد أُنهيت العمليات العسكرية التي ابتدأها الجيش التركي شمالي العراق، وبالتدقيق في مقصد وماهية العمليات والكيفية التي أُنهيت فيها يبرز للعيان أنها كانت نصراً لأميركا وعملائها ونجاحاً لحكومة حزب العدالة والتنمية وهزيمة للجيش التركي وإحباطاً للشعب التركي. نصراً لأميركا وعملائها لأن العمليات نظمت بإطلاع ومراقبة أميركية، وأُنهيت بأمر أميركي وضيع، وعملاء أميركا في العراق امتنوا لأن العمليات بقيت محدودة المكان والزمان وأرسلوا رسائل شكر حارة لأصحاب الصلاحية في تركيا. ونجاحاً لحكومة حزب العدالة والتنمية لأن الجيش التركي كان يضيق الخناق على حكومة حزب العدالة والتنمية بصورة متواصلة متذرعاً بحزب العمال الكردستاني، فالإذن الذي استصدرته حكومة حزب العدالة والتنمية العام المنصرم من البرلمان استغلته باحتراف، والآن وفي الوقت الذي اشتدت فيه المشادات المتعلقة بإلغاء الحظر عن الخمار وفي الوقت الذي اشتدت فيه وطأة أجواء الشتاء القارص نجحت الحكومة بصورة أو بأخرى إدخال الجيش إلى شمالي العراق، ويبدو أنها تمكنت من ذلك من خلال مجلس الأمن القومي التركي، وهذا هو الضرر بعينه الذي جلبه وزير دفاع كيان يهود معه في زيارته لتركيا الشهر المنصرم! وهذه النهاية المفاجئة استغلت في فتح حوار بين تركيا والقادة الأكراد العراقيين. وهزيمة للجيش التركي لأن العمليات التي سقط خلالها العشرات من أفراد القوات المسلحة والتي أُسقطت خلالها طائرة عامودية والتي أنفق عليها ملايين الدولارات أُنهيت دون تحقيق نجاحات ملموسة. وعندما حضر وزير الدفاع الأميركي إلى أنقرة وطلب إنهاء العمليات "في وقت قصير" رد عليه رئيس الأركان العامة التركية بالقول "الوقت القصير ليس محدداً، فقد يكون أحياناً يوماً واحداً وأحياناً عاماً كاملاً، مكافحتنا للإرهاب ستستمر... إن الولايات المتحدة الأميركية أيضاً تكافح الإرهاب، وهي في أفغانستان منذ ستة سنوات"، وعقب هذه التصريحات النارية وقبل مضي 24 ساعة على طلب بوش -المشتاط غضباً خلف المحيط- إنهاء العمليات، أعلن عن انتهاء العمليات! وأما الشعب التركي الذي بلغه نبأ بدء العمليات وانتهاؤها من الإعلام الأجنبي، والذي أرسل فلذات كبده للجبال وسط ثلج الشتاء القارص تحت مسمى "خدمة الوطن" فقد أصابه الألم والإحباط من قبل قادة الجيش الذين وثق بهم فسلمهم أبناءه ومن قبل الحكومة التي شكلت بأصواتهم. لقد آن أوان محاسبة الجيش والحكومة وكل صاحب صلاحية على ما اقترفوه! إلى متى سيبقى الشعب صامتاً تجاه هؤلاء الطغاة الذين يهدرون دم أبناء الأمة لتحقيق مآربهم السياسية وخدمة لأسيادهم؟ ما انفككنا نقول؛ مسمى "الإرهاب" ما هو إلى وسيلة سياسية للكفار المستعمرين، ويمكن الإجهاز عليه فقط بالإجهاز على الكافر المستعمر، لذا فالخطوة الأولى التي يجب اتخاذها حيال ذلك أن تتم محاصرة سفارات الدول الغربية المحاربة للإسلام والمسلمين في أنقرة وعلى رأسها سفارتا أميركا و"إسرائيل"، وإشهار مؤامراتهم أمام الرأي العام، ومحاسبة كل من تسبب في إيذاء المسلمين محاسبة عادلة، لا أن يُرسِل أبناء المسلمين فلذات كبدهم إلى الجبال التي تصل درجة الحرارة فيها عشرين درجة تحت الصفر (- 20) للبحث عن عناصر حزب العمال الكردستاني في الكهوف والمغارات. إن ما يؤسف له أن الساحة قد خلت ولم يبق فيها إلا العملاء والخونة والمتعاونون ((أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ))، إن أملنا منعقد على أبناء الأمة الذين يخافون الله سبحانه، والذين صَدقوا رسوله الكريم، والمرتبطين بإسلامهم، والأوفياء لأمتهم، ففي الوقت الذي سيقيمون فيه دولة الخلافة الراشدة جنباً إلى جنب مع أهل القوة الذين سيقفون لنصرة دينهم وإسلامهم سيُنزلون -بإذن الله- الحساب العادل على كل من سولت له نفسه إيذاء المسلمين. |
|
|
المكتب الإعلامي لحزب التحرير |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: |