الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية تركيا

التاريخ الهجري    28 من رجب 1429هـ رقم الإصدار: 20080801-1-2-54
التاريخ الميلادي     الجمعة, 01 آب/أغسطس 2008 م

{وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} (مترجم)

         الحيـاة، عبارة عن صراع بين الحق والباطل {قُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ}، فقد أمر الله سبحانه أن يكون أساس الحياة قائماً على العقيدة الإسلامية وأن تسير وفقاً للأحكام الشرعية المنبثقة عن هذه العقيدة، وهذا هو طريق الحق وما خالفه فهو الباطل { قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى }.

         فقد أرسل الله الأنبياء لتبيان طريق الحق واتباعه وتنفيذ أحكامه عملياً، فمن اهتدى بهديهم وسار على نهجهم سار في طريق الحق, ومن عاداهم وأنكرهم واستهزأ بهم ورفض ما يدعون إليه سار في طريق الباطل، وكان الله ذا فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يؤمنون { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ }، ولهذا فإن أتباع الحق هم في الأعم الأغلب قلة ولكنهم بعون الله منتصرون.   

         لقد كان هذا الصراع قبل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم واستمر في وقته، ثم أقام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الدولة, ومع أن المسلمين كانوا في البداية قلة إلا أنهم تحدَّوا المشركين على كثرتهم, وتوجوا صراعهم بنصر وتمكين من الله سبحانه وسيادة مطلقة على من عاداهم، وعلى الرغم من حكم المسلمين وسيادتهم فإنهم لم يجبروا الناس على اعتناق الإسلام, بل إن كثيراً منهم اعتنقوا الإسلام لقناعتهم به, ولما رأوا من عدل وخير يصيب الرعية على اختلاف أجناسهم, وبقي في الدولة أناس يدينون بأديانهم " أهل ذمة" كانوا يتمتعون بعدل الإسلام وخيراته, حتى إن هذا الواقع كان موجوداً والدولة الإسلامية صاحبة قوة وسلطان " الدولة الأولى في العالم آنذاك" كما كان في عهد خليفة المسلمين السلطان سليمان القانوني، فكان المسلمون وغير المسلمين من الرعية مصونة دماؤهم وأعراضهم... وهكذا كان عدل الإسلام يصيب الرعية كلها مهما اختلفت أجناسها وأديانها.

         إلا أن الحال تغير وتدهور بعد أن هدمت دولة الخلافة, وذلك للبعد عن الإسلام وأحكامه, وبسبب خضوع الحكام الذين نصبهم الكفار على بلاد المسلمين بعد هدم الخلافة, خضوعهم لأنظمة الكفر, واستساغتهم رؤية دماء إخوانهم تسيل دون أن يحركوا ساكناً, نتيجة للسياسات الآثمة التي يتبعها الحكام الخونة القابعون على صدر الأمة... ومع ذلك فإن ثلة من المسلمين الصادقين قد بقيت قائمة على الحق تدعو إليه، وهذا عينه ما بشر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: « لا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِك».

         والآن في الذكرى الهجرية الـ 87 لهدم الخلافة نذكر من جديد طبيعة الصراع بين الحق والباطل، قائلين بأن الصراع بين الحق والباطل, بين الإسلام والكفر؛ بين الإسلام الحق القائم على الأدلة الشرعية الصحيحة, وبين الكفار وعملائهم,  فهو صراع بين قلة مؤمنة وكثرة كافرة، وإن مآل هذا الصراع هو انتصار الفئة المؤمنة بإذن الله على الكثرة الكافرة، وهذا ما أبلغنا به ربنا سبحانه وتعالى في قوله: { كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ }.

         إنه مما لا شك فيه أن النصر والنجاح النهائيين سيكونان حليفي من سار في طريق الحق مهما قل العدد والعدة والتأثير { وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}، وفي القصص التي تناولها كتاب الله عبرة لأولي الألباب الذين ينظرون في العامل الأساسي للانتصارات التي ظُفر بها على مر التاريخ، والذين يتفكرون بعمق في قول ربهم: {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ}, وفي قوله سبحانه {وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً}, فإن المتفكرين بعمق في هذه الآيات البينات ليوقنون بأن الغلبة هي للمؤمنين الصادقين الذين يكون في رأس إعدادهم المادي الإعدادُ العقدي القوي بالله رب العالمين.

         إننا في الذكرى الهجرية الـ87 لهدم الخلافة ننادي المسلمين جمعياً, وبخاصة أهل القوة منهم, مجدداً للعمل مع حزب التحرير لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة, التي هي وعد الله وبشرى رسوله وأمل الأمة ومستقبلها، وإننا نحذر المسلمين من مغبة الوقوع بما وقعت به الأقوام السابقة التي دعيت للحق فجحدته والتي خشيت العباد الطواغيت أكثر من خشية الله فاستحقت الذلة والمهانة والعقاب الأليم، وإننا ندعو المسلمين الذين طفح كيلهم من الحملات الصليبية واليهودية عليهم, بشتى أنواعها: الفكرية والسياسية والعسكرية والثقافية والاجتماعية, حيث احتلت هذه الحملات أجزاء من بلاد المسلمين, وقامت بالعدوان المستمر على أجزاء أخرى, نقول لهؤلاء المسلمين أن لا يقعوا في الحزن واليأس, بل يعتصموا بإيمانهم ويعملوا لإعادة دولتهم, ويعدوا ما استطاعوا من قوة, ويذكروا قوله سبحانه { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.

         إننا ندعو أهل القوة مجدداً بأن يجيبوا دعوتنا لإقامة الخلافة جوابَ المقداد بن عمرو -رضي الله عنه- لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « يَا رَسُولَ اللّهِ اِمْضِ لِمَا أَرَاكَ اللّهُ فَنَحْنُ مَعَك، وَاللّهِ لاَ نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَتْ بَنُو إسْرَائِيلَ لِمُوسَى: اِذْهَبْ أَنْتَ وَرَبَّكَ فَقَاتِلاَ إنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ، وَلَكِنْ اِذْهَبْ أَنْتَ وَرَبَّكَ فَقَاتِلاَ إنّا مَعَكُمَا مُقَاتِلُونَ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ سِرْتَ بِنَا إلَى بَرْكِ الْغُمَادِ لَجَالَدْنَا مَعَكَ مِنْ دُونِهِ حَتّى تَبْلُغَهُ».

          أما إن تولوا وأعرضوا فنذكرهم بقول سيدنا هود عليه السلام لقومه: {فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ}.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية تركيا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
http://www.hizb-turkiye.com
E-Mail: bilgi@hizb-turkiye.org :

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع