الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
أوزبيكستان

التاريخ الهجري    15 من جمادى الثانية 1445هـ رقم الإصدار: 1445 / 08
التاريخ الميلادي     الخميس, 28 كانون الأول/ديسمبر 2023 م

 

بيان صحفي

 

لقد تجاوز ميرزياييف الحد فيما يتعلق بأحكام الله

 

في 22 كانون الأول/ديسمبر، ألقى الرئيس شوكت ميرزياييف كلمة في الاجتماع الموسع للمركز الجمهوري للمعنوية والتنوير، وأكد في كلمته على أن "المراكز القوية في العالم قد شرعت تسلك علانية طريق الضغط والمواجهة والصراعات"، وأنه "من المؤكد أنه ليس من السهل إيجاد الطريق الصحيح الذي يلبي المصالح الوطنية لأوزبيكستان في مثل هذا الوضع الشديد. الوضع معقد وخطير". ووفقا له فإن الضغوط التي تتعرض لها أوزبيكستان من الدول الكبرى تتزايد والوضع الدولي أصبح متوترا، وهو ما يدعو للقلق. وأشار بقوله هذا إلى أنه اليوم، حيث أصبح الوضع الدولي أكثر تعقيدا، فمن الصعب جدا إرضاء جميع الدول الاستعمارية بلا تفريق مثل أمريكا وروسيا والصين، التي تنظر إلى المنطقة بنظر الاستعمار، وخاصة أوزبيكستان، ويبدو أنه في مثل هذا الوضع لا يوجد سبيل مناسب سوى إيجاد "الوسط الذهبي" في السياسة.

 

وتابع ميرزياييف في كلمته: "في الوقت الذي تدخل فيه بلادنا مرحلة جديدة وعالية من تطورها، نحتاج إلى موظفين ناضجين، مثل أسلافنا، نشأوا على روح القيم الوطنية إلى جانب إنجازات العلوم الغربية". ومن كلامه يمكن أن نفهم أن الحكومة مستعدة لترويج أي فكرة، ولو كانت باطلة، لصرف شبابنا عن قبول الإسلام بوصفه عقيدة ونظاماً سياسياً. على وجه الخصوص، ليس من قبيل الصدفة أن محاولات استخدام أفكار حركة الجديد، التي تقوم على فكرة الوطنية الضيقة، تكثفت في الآونة الأخيرة. ولا يخفى على أحد أن الحكومة تسعى لتحويل رغبات شبابنا المسلمين نحو الإسلام إلى جهة أخرى واستبدال حبهم له بأشياء مزيفة وتافهة.

 

إن الكلمات التالية لميرزياييف لم تؤكد الأفكار المذكورة أعلاه فحسب، بل جعلت قلب كل مؤمن يتجمد. حيث أشار إلى أنه "من الخارج، وأحيانا حتى من داخل البلاد نفسها، يتم طرح مواقف مخالفة للدستور والقوانين عبر شبكات التواصل، بما في ذلك حالات تحريض الشباب على الجهالة بدلا من المعرفة تحت ستار المعتقدات الدينية. وتنطلق دعوات كاذبة مفادها الترغيب بتعدد الزوجات، وأنه لا ينبغي للمرأة أن تعمل ولا بد لها أن تبقى في المنزل، ولا ينبغي لها أن تتعلم، والقيم الدنيوية حرام". وأضاف أيضا: "في مثل هذه الحالة، يجب علينا محاربة الجهالة بالمعرفة".

 

وبما أن حديث ميرزياييف عن المرأة أفكار مضللة تماماً، فإننا سنترك الأمر جانباً الآن. لكن وصف الدعوة إلى تعدد الزوجات وبيان مخالفة القيم العلمانية الديمقراطية للإسلام بأنها دعوة كاذبة، فإنه تجاوز للحد تماما. فهل الحكومة عندما تربي شباباً أميين ذليلين بكماء من خلال القيم الديمقراطية تقود بالمعرفة، بينما من يدعوهم إلى الإسلام يقودهم إلى "الجهالة"؟! كيف هذا؟! هل الترغيب بتعدد الزوجات أو بيان فساد القيم الديمقراطية دعوة كاذبة يا سيد ميرزياييف؟! وعندما تقول هذه الأمور ألا تتذكر أنك واحد من أبناء المسلمين؟! وعلى كل حال، فالأمر هنا لا يتعلق بأشياء بسيطة، بل يتعلق بالدعوة إلى دين الله تعالى، ونشر الأحكام التي شرعها الله وأمر بتبليغها. وقد وصف الله سبحانه الدعوة إلى دينه بأنها أحسن الأقوال على الإطلاق بقوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾.

 

ولكنك تستمر في قول هذه الافتراءات البالغة الخطورة، والمفتي يجلس في الصفوف الأمامية في الاجتماع! لو كان المفتي نور الدين فعلا زعيما دينيا صادقا في إيمانه ومخلصا لرئاستكم، فكان يجب عليه على الأقل أن يعبر عن اعتراضه بمغادرة الاجتماع؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً﴾.

 

يا سيد ميرزياييف، إذا كانت "معرفتك" هي هذه القيم الديمقراطية، فمن المؤكد أن الإسلام والمسلمين بريئون منها! لأن الديمقراطية نظام كفر يتناقض تماما مع الإسلام الذي هو الضمان الوحيد للنهضة والتقدم. علاوة على ذلك، فإن الديمقراطيين مثل أمريكا وأوروبا هم من يساعدون كيان يهود على ذبح إخواننا وأخواتنا المسلمين والمسلمات، وخاصة الأطفال، بكل وحشية أمام أعين العالم أجمع. أليس كذلك؟! فقل لنا بصراحة، كيف تجرؤ على تسمية هذه الديمقراطية بالمعرفة وتسمي دين الله سبحانه، وحتى بعض أحكامه، بالجهالة؟! أم أنه يبدو مغريا بالنسبة لك أن تسير على خطا سلفك الطاغية كريموف ضد الإسلام والمسلمين؟ والحقيقة أنه حاول بكل جهده إسكات أصوات حملة الدعوة للإسلام وإيقاف العمل العظيم للدعوة من خلال اضطهادهم وسجنهم، وأخيراً القضاء عليهم جسدياً.. إلا أنه لم يتحقق له هذا الهدف البغيض ومات مخزيا، بينما أعمال الدعوة بحمد الله مستمرة وسوف تستمر. يقول الله تعالى: ﴿يرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.

 

يا سيد ميرزياييف! إن أردت أن تفعل ما فعله الطاغية كريموف، فلن تستطيع أكثر مما فعل. لكن لا تقلق، فلن تنجح في هذا الأمر أبداً. إن لم تستيقظ عقولكم وتتوقفوا عن التجرؤ على دين الله، فسوف تُصبحون ملعونين مثل كريموف، وستكون عاقبتكم الدمار والخسران.

 

وتالله لينتصرن الحق وأهله، وسيهزم الكفر وأهله، والحقيقة أنهم قد خسروا بالفعل مع أيديولوجيتهم، لكنهم لا يريدون الاعتراف بذلك. يا سيد ميرزياييف، إذا واصلت أنت والحكومة الوقوف إلى جانب الكفار فكونوا مستعدين للغرق معاً في سفينتهم الغارقة! لأن الوقت قريب جداً الذي تنتظر فيه الأمة الإسلامية بفارغ الصبر عودة دولة الخلافة التي سيباركها الله وتملأ الدنيا خيراً، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ويحزن الكافرون ومن اتبعهم!

 

﴿لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوزبيكستان

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
أوزبيكستان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع