المكتب الإعــلامي
ولاية اليمن
التاريخ الهجري | 19 من شوال 1433هـ | رقم الإصدار: u062d.u062a.u064a 128 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 06 أيلول/سبتمبر 2012 م |
كلمة المؤتمر الصحفي مؤتمرات المانحين حفاظ للعملاء وارتهان للبلاد
الحمد لله القائل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ۚ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي الصادق الأمين القائل "والله ما الفقر أخشى عليكم..." أو كما قال، وعلى آله الطاهرين وصحابته الغر الميامين الذين رضوا واستغنوا بموعود الله وما عنده فأغناهم وكفاهم وبسط لهم الدنيا فأتتهم راغمة بعدما هجرتهم وجفتهم ومنعتهم طويلا.
الإخوة الكرام:
من المعلوم لديكم كما هو لدى كثير من العالمين أن وجه الاستعمار تم تزيينه وتجميله من قبل المستعمر الجديد حتى يسهل التلبيس على الناس ويرضوا بالسيد الجديد القديم؛ فمنذ زمن القطبين في منتصف القرن الماضي وحتى ثلثه الأخير، وبعدما أدرك الأمريكان نتائج تأليب المعسكر الشرقي آنذاك للدول النامية على الاستعمار القديم بالثورات التحررية، وإدراكا منه لأهمية الاستمرار في الاستعمار ونهب خيرات الشعوب والأمم وأهمها الأمة الإسلامية، وإمعانا منهم في إذلال الأمة الإسلامية عمدوا إلى إثقال كاهل الأمة بالديون والقروض والمنح المالية والمساعدات الإنسانية المزعومة التي في حقيقتها تُنهب من أحد جيوبنا وتُرد فتاتاً بشكل قروض إلى الآخر. ونود هنا لفت أنظاركم إلى الكيفية التي تم بها تغيير أسلوب الاستعمار؛ فإنه ما إن قاربت الحرب العالمية الثانية على النهاية حتى ظهر للمدركين للموقف الدولي أن الاستعمار لا بد أن يزول، إذ إن هجوم روسيا عليه كان يضعفه. ولما انتصر الحلفاء في الحرب العالمية الثانية كان من برنامج روسيا استئناف مهاجمة النظام الرأسمالي، ومهاجمة الاستعمار الغربي، وتحريض الشعوب المستعمرة لإقامة الثورات وإيجاد المتاعب للدول الغربية. لذلك فكرت أمريكا بأنه لا سبيل إلى الاحتفاظ بالاستعمار إلا بتغيير أسلوبه، ولا سبيل لأخذ المستعمرات لها من باقي الدول المستعمرة إلا بهذا الأسلوب الجديد. ثم تبنت أمريكا هذا الأسلوب لتطوير الاستعمار وأخذت تنفذه، وتنفذ معه ربط البلاد التي تأخذ استقلالها بالقروض والمساعدات. ولئن كان هذا في أول الأمر خفياً على الناس في لبسه لباس التحرير من الاستعمار، وثوب المساعدات لإنهاض البلاد اقتصادياً، فلم يكن يعرفه إلا متتبعو السياسة الدولية، فقد برز الأسلوب الأمريكي الجديد لتطوير الاستعمار بتحويله من فرض سيطرة بواسطة الجيوش والقوى العسكرية على الشعوب الضعيفة لاستغلالها إلى فرض هذه السيطرة بأسلوب آخر هو إعطاء البلاد استقلالها الشكلي وفرض السيطرة عليها بواسطة القروض والمساعدات.
واليمن واحدة من هذه الدول المستضعفة التي أُثقل كاهلها بهذه الديون والمنح، فقد شهدنا مؤتمرات ومؤتمرات ما يسمى بالدول المانحة في السنوات الثلاث الأخيرة إضافة إلى ما قبلها من السنوات بشكل متكرر آخرها ما جرى البارحة في الرياض والتي تحدث عنها المستشار عبد الله غانم أنها منح لمشاريع خدمية وليست استثمارية، وهو الأمر الذي يضعنا أمام تساؤلات كثيرة منها:
أولا: هل اليمن حقيقة دولة فقيرة معدمة؟؟
ثانيا: هل ما لدى اليمن من موارد لا تكفي حاجات اليمنيين؟؟
ثالثا: ألنا تلك الحظوة أو المكانة العزيزة في قلوب المانحين لسبب أو لآخر؟؟
رابعا: هل استفادت اليمن أصلا من هذه المنح المزعومة؟؟
الإخوة الأعزاء:
لسنا بصدد سرد الموارد والأرقام حولها ولكننا نعلم أن الأموال تبدَّد في اليمن كما في غيرها من دول العالم الإسلامي على غير وجهها، كما أن الميزانية غير معلومة المصير سابقا وحاليا، ومن المعلوم أثناء الثورة أنه تم إفراغ خزينة الدولة من قرابة سبعة مليارات دولار، أي ما يزيد على إجمالي المنح المقدمة من الدول المانحة، ولم يشغل ذلك بال أحد لا في الحكومة ولا في المعارضة، السابقة واللاحقة، كما أننا لا نرى فرقا يذكر في سياسة الحكومات السابقة أو اللاحقة بزعامة صالح أو بزعامة هادي، فالاستجداء نفسه يتكرر والنظرة للنهوض بمقدرات البلد تكاد تكون معدومة.
إننا نرى في حزب التحرير أن هذه المنح والإصرار من قبل الدول المسماة بالمانحة على إعطائها للحكومة اليمنية ما هو إلا للحفاظ على شعبية ونفوذ خدامهم في البلد على أنهم يخدمون بلادهم ويبذلون في سبيل ذلك ماء وجوههم، وهم في الحقيقة إنما قد أذهبوا وذهبوا بماء وجوهنا نحن، وما لمسنا كشعب من هذه المنح إلا زيادة مؤشرات الفقر والبطالة والمجاعة والمرض من قبل منظمات هذه الدول المانحة، وما نزل علينا من سمائهم غير "بركات" الويل والتدمير والقتل لهؤلاء الفقراء الذين يتباكى عليهم.
إننا نرى في حزب التحرير أن الأزمة الاقتصادية لكل الأمة الإسلامية تكمن في سوء توزيع الثروة لا في عدم حيازتها؛ فالأمة الإسلامية تمتلك ما إجماله يقارب أو يزيد على ثلثي ثروات العالم. فالفقر ليس فقر البلاد بل هو فقر الأفراد، وهو يتعلق بتوفر الحاجات الأساسية الثلاث التي إنْ حُلَّت للإنسان حلت مشاكله؛ وهي المأكل والملبس والمسكن، فالرأسماليون يرون أن كل من لا يملك مقومات حياته الأساسية لا يستحق العيش على اعتبار أن المشكلة، كما تصوروها عندهم، هي مشكلة ثروة وتكديسها وليست مشكلة توزيع، فمن هنا وقع البلاء الذي عم العالم واكتوى بنيرانه جميع البشر.
إن هذه المؤتمرات وسابقاتها ولاحقاتها إنما هي حلبة صراع بين المستعمرين والمتنفذين على العالم الإسلامي من أعدائه ومن قبل أوروبا بزعامة بريطانيا من ناحية وأمريكا من ناحية أخرى وليس لنا في ذلك من ناقة ولا بعير وإنما نحن من سيتحمل كل ما يترتب على هذه القروض والمنح من شروط إذلالية واستعبادية.
نسأل الله أن يعجل بالفرج لأمة الإسلام بقائد رباني يقودها بالإسلام ويقتاد به ويسأل الله ولا يسأل غيره عوناً ولا مؤونة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية اليمن
الدكتور محمد الطشي
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية اليمن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 735417068 http://www.hizb-ut-tahrir.info |
E-Mail: yetahrir@gmail.com |
معرض الصور
https://hizbut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/yemen/15220.html#sigProId378471744c