الأربعاء، 23 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية اليمن

التاريخ الهجري    12 من جمادى الثانية 1429هـ رقم الإصدار:
التاريخ الميلادي     الثلاثاء, 17 حزيران/يونيو 2008 م

بيان صحفي أوقفوا الحرب واقطعوا دابر تلك الفتنة

في هذه الأيام تمر أربع سنوات على فتنة الحرب في صعدة بين النظام والحوثيين (يونيو/2004م)، فتنة حرب قتلت وجرحت الآلاف من أبناء اليمن المسلمين ، وأدت إلى اعتقال المئات وحتى الصحفيين والمفكرين وكتاب الرأي، وشردت مئات الآلاف من المدنيين الذين لا ذنب لهم ولا جرم ، والذين لا يعرفون حتى سبب تلك الحرب، هُدِمَّت منازلهم وقتلت مواشيهم وخربت مزارعهم ، حقا إنها فتنة دموية عظيمة !!
هذه الفتنة كانت نتيجة للأخطاء السياسية للنظام الحاكم ، وعدم وضوح المشروع السياسي لجماعة الحوثي، الذين يصرون على القول إنهم يدافعون عن أنفسهم وحسب، لقد كان للثارات السياسية دور فيها ، وكان للقوى الإقليمية دور اكبر، وكان للدول الغربية الدور الأكبر في تأجيجها من وراء ستار!!
فحرب صعدة ما هي إلا حلقة من حلقات " مشروع التغيير الكبير" الذي تنادي به أميركا ، وما هي إلا واحدة من صراعات وثارات ماضية ، حيث كان هناك صراع بين عدد من القوى سواء قبل الوحدة أو في حرب 94م أو بعدها، وكانت تلك القوى مربوطة بقوى إقليمية وبمخططات غربية !!
إن حسن الرعاية والعدل وعدم انتقاص الحقوق وعدم الظلم هو الذي يؤد الفتن ،وان هذا الأمر لا يتحقق إلا بالحكم بالإسلام ، ونبذ العلمانية ، ولابد أن يطبق على الصغير والكبير وعلى القوي والضعيف ، ولا يتحقق إلا بصون دماء الناس وأموالهم وأعراضهم ، ورد المظالم وإزالة المغاشم.
فمن حيث الثارات الداخلية فهناك اعتقاد لدى الهاشميين أن النظام الجمهوري ظلمهم وصادر أراضيهم وطبق عليهم سياسة التمييز والإقصاء حتى أصبحوا كالغرباء، وفي الجنوب يعتقد الجنوبيون أن هناك ظلم وحكم جائر عليهم سواء في الوظائف أو في غصب أراضيهم أو التمييز بينهم في الحياة العامة ، ومع تزايد نسبة الفقر ، وتفاقم نسبة البطالة وتدهور الاقتصاد وتضخم العملة والنقد ، وزيادة الأسعار ، وزيادة الجوع، واستشراء الفساد في كل مرافق الدولة كالسرطان ، كل هذا شكل عوامل لإذكاء الاحتقان والكره للنظام في الشمال والجنوب ، وشكلت تلك العوامل الصراعات والحروب ، وفتحت ثغرات للمتربصين الأجانب لزعزعة أركان النظام .

وأما التحركات الغربية فقد ولدت منذ محاولة دخول البرتغاليين شواطئ اليمن ، وتم طردهم من قبل جيش الخلافة العثمانية ، وحتى احتلال عدن من قبل بريطانيا ، وتدخل أميركا في الشؤون الداخلية لليمن عن طريق مصر وزعيمها عبد الناصر، إن هذه التحركات الغربية أو بمعنى اصح " الصراع الانجلو -أميركي " ، في اليمن قديم منذ أن ضعفت دولة الخلافة ، وما حرب صعدة إلا واحدة من تلك التدخلات ، فبريطانيا تسعى دائما لتثبيت أركان النظام وتستخدم رجالاتها في اليمن وخارجها ، ففي اليمن لبريطانيا جيش من الرجال ربطتهم كعوائل تابعة لها منذ كانت محتلة لعدن ، وفي خارج اليمن استخدمت عملاءها الإقليميين لدعم نظام صالح ، كمؤتمر المانحين ، وحركت ليبيا وقطر للتدخل بحجة وأد الفتنة ، وكانت تشرف على الوساطة القطرية من وراء ستار ، وأخافت آل سعود بان الحوثيين يحملون أفكارا وثقافة المذهب الشيعي ، وأنهم مدعومون من إيران ومن المرجعيات الشيعية في النجف وكربلاء ، وان ثقافة تنظيمهم تشبه ثقافة حزب الله ، وأنهم يشكلون خطرا على نظام آل سعود ، فتحركت السعودية سرا وجهرا للوقوف مع نظام صالح ، وقيل أن طائراتها أغارت على مواقع الحوثيين في الحروب الخمسة ، وهكذا جمعت بريطانيا الدعم لنظام صالح، الذي يحافظ على مصالح بريطانيا في اليمن.
وأما أميركا فقد لزمت الصمت حيال حرب صعدة ، وأخذت تنادي بتطبيق الديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة والانتخابات و..و..و.. وكلها شعارات ظاهرة ، ولكن المخفي هو الضغط على النظام الحاكم سواء في مسالة الجنوب أو حرب صعدة ،ومحاولة استقطاب رجالات لها وتغيير النظام الحاكم وإيصال رجالاتها للحكم أو تقسيم اليمن إلى دويلات تحت ما يسمى " الفوضى الخلاقة " !!
إن حرب صعدة هي حرب فتنة يجب إيقافها فورا، وطي صفحتها ، ويجب على القوى السياسية أن تسعى إلى إيقافها بدون مكايدات سياسية وإلا فأنها ستكون فتنة عظيمة تولد الأحقاد والثارات والضغائن للأجيال القادمة ، بين أبناء اليمن المسلم في البلد الواحد، وإذا استمر النظام الحاكم والقوى السياسية في تصرفاتهم الهوجاء، فإن هذه الثارات لن تنتهي وسوف تستخدمها أميركا كما استخدمت قضية الدجيل والأنفال في العراق ، وسكوت أميركا على الحرب وعدم التدخل هو خبث ودهاء حتى تظل القضية والملف بيدها تستخدمها متى تشاء للتدخل في شؤون اليمن والسيطرة على مقدراته ، ولمحاكمة النظام أو رموزه الذين شاركوا في الحرب ، فأوقفوا الحرب وانهوا تلك الفتنة وأثارها خير لكم، وارجعوا إلى قوله تعالى {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الأنفال25

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية اليمن
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 735417068
http://www.hizb-ut-tahrir.info
E-Mail: yetahrir@gmail.com

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع