السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية اليمن

التاريخ الهجري    25 من ربيع الاول 1443هـ رقم الإصدار: ح.ت.ي 1443 / 03
التاريخ الميلادي     الإثنين, 01 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 م

بيان صحفي


إلى العلماء المؤتمرين في صنعاء

 


عقد في صنعاء في 2021/10/28 مؤتمر نظمته رابطة علماء اليمن والهيئة العامة للأوقاف تحت عنوان "الوحدة الإسلامية... الفرص والتحديات". وتمت استضافة المؤتمر بمشاركة عبر البث الفضائي من فلسطين والعراق ولبنان والجزائر وإيران. يقول سبحانه: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ ويقول ﷺ: «الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ» أخرجه أبو داود والترمذي من طريق أبي الدرداء رضي الله عنه. لقد أحببنا أن نبدأ بهذه الآية الكريمة وبهذا الحديث الشريف لبيان منزلة العالم، النافع بعلمه، المخلص في عمله، ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾.


تعلمون أن الرسول ﷺ قد بعث بالقرآن العظيم، ليس ليتلى بالألسن فحسب، وإنما ليطبق على الناس في الأرض، فتكون له دولة تقيم حدوده، وتطبق أحكامه، وتجاهد به حق جهاده، وتقيم العدل وتنشر الخير في ربوع العالم. وهذا واضح بيِّن في سيرة رسول الله ﷺ؛ فقد دعا إلى الله على بصيرة في مكة المكرمة، وطلب نصرة القبائل وأهل القوة بضع عشرة مرة، حتى نصره الله سبحانه بأنصار المدينة المنورة، فكانت الهجرة، وإقامة الدولة، ثم كان الفتح ونشر الإسلام بالدعوة والجهاد.


وبما أن عنوان مؤتمركم الذي عقد في صنعاء كان: "الوحدة الإسلامية... الفرص والتحديات"، فقد كان جديراً بنا أن نبين لكم أن وحدة المسلمين لن تتحقق إلا في ظل دولة واحدة للمسلمين يحكمها خليفة واحد ولها طريقة شرعية في إقامتها سار عليها سيدنا محمد ﷺ.


إن العمل لتوحيد أمة الإسلام بإقامة دولة الخلافة ليس قضيةً مصيرية لأنها مبعثُ عز المسلمين، وسرُّ منعتهم وقوتهم، فحسب، بل لأنها أولاً وآخراً فرضٌ وأي فرض، فهي التي تطبق الإسلام، قال تعالى مخاطباً رسوله ﷺ: ﴿فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ﴾، وقال سبحانه: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾، والحكم بالإسلام لن يتحقق في ظل دولة تخلط بين الإسلام والعلمانية، بين نظام الحكم في الإسلام وبين النظام الجمهوري الديمقراطي الرأسمالي، بين النظام الاقتصادي في الإسلام وبين النظام الاقتصادي الرأسمالي بأذرعه البنك وصندوق النقد الدوليين، بين دولة تجعل الرابطة الوطنية هي من تربط بين رعاياها وتحدها حدود رسمها الغرب الكافر وبين دولة تجعل رابطة العقيدة الإسلامية هي الأساس ولا تحدها حدود وطنية بل تعمل لتوحيد بلاد المسلمين، بين دولة دستورها علماني مصدره فرنسا وبين دولة دستورها مصدره كتاب الله وسنة رسوله.


إن الإسلام دون دولة لا يمكن أن يُطبق كاملاً، لأن أحكامه لا يمكن تطبيقها دون خليفة، فلا تقام الحدود ولا تفتح الفتوح، ولا تحفظ بيضة الإسلام إلا بالإمام، أي الخليفة، وقد صدق رسول الله ﷺ: «وَإِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» متفق عليه. ولقد كانت أهمية الدولة للإسلام ماثلة أمام الصحابة رضوان الله عليهم، فإنهم لما جمعهم أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه لاتخاذ تاريخ يؤرخون به، تناقشوا فيما بينهم ليجدوا مناسبة عظيمة يبدأون منها التاريخ، فكان مولد الرسول ﷺ، وكانت بعثة الرسول ﷺ، وكانت حادثة الهجرة، فقال علي رضي الله عنه لنؤرخ من تاريخ الهجرة، ففيه كانت دولة المسلمين، وعزتهم...، فأقر الصحابة ذلك، مع أن مولد الرسول ﷺ حدث عظيم، وبعثة الرسول ﷺ حدث عظيم كذلك، لكن الصحابة اختاروا الهجرة، وقيام دولة الإسلام ليبدأوا التاريخ الهجري منها.


لقد أدرك حزب التحرير - الذي تأسس في العام 1953م في القدس - أن الخلافة هي القضية المصيرية للمسلمين، وأن إقامتها فرض، ولذلك فهو قد عمل لإقامة الخلافة، ولا يزال، منذ أكثر من نصف قرن، تعرض شبابه خلاله للأذى والاعتقال والسجن والتعذيب الذي أفضى في بعض البلاد الإسلامية إلى استشهاد أعداد من شبابه، ومع ذلك فقد بقي ثابتاً على الحق لا يخشى في الله لومة لائم، مؤمناً بالله ورسوله، صادقاً مخلصاً بإذنه سبحانه، حتى نجح بإذن الله في أن يجعل الخلافة رأيا عاماً عند المسلمين، ومطلباً حياً لهم على الرغم من كل أضاليل الكفار وعملائهم، ومكرهم، ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾.


فلا تجعلوا هذا المؤتمر نسخة عن غيره من المؤتمرات التي عقدت في السابق ثم انقضت. لقد رفعت في المؤتمر شعارات رنانة من قبيل "تحرير المقدسات بات قريباً على أيدي المؤمنين الأحرار" و"المؤتمر منطلق لتحقيق وحدة الأمة الإسلامية تحت راية الإسلام"، فيما عنوان المؤتمر لا يشير إلى منهج شرعي من الإسلام، أو حتى خطة لتحقيق وحدة الأمة الاسلامية، والعنوان ينطق بالفرص المتاحة الممكن أن يتبعها المؤتمرون، وكذلك في التحديات التي يجب عليهم تجنبها. فهل من يطبق النظام الرأسمالي بزعامة أمريكا التي تحارب الإسلام وأهله والتي أعلنته بشعار واضح منذ 2001م في الحرب على الإسلام تحت مسمى "الإرهاب"، هل يمكن أن يوحد المسلمين ويطبق الإسلام؟!


إن من يدعون لتوحيد المسلمين يجب أن يبذلوا جهودهم في الدعوة لوقف سفك الدماء في اقتتال أبناء الأمة الإسلامية فيما بينهم وأن يوفروها لقتال الكفار الأعداء الحقيقيين، ويجب أن يرفعوا راية لا إله إلا الله خفاقة فوق رؤوسهم ولا يتمسكوا بالنظام الجمهوري ولا بشعاراته، وأن يعملوا لقطع يد الكفار ومنظماتهم... ويطردوا البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ويرفضوا القروض الربوية الصريحة المقدمة منهم، وأن يحتكموا للإسلام لا للأمم المتحدة والنظام الدولي والمبعوث الأمريكي بشأن اليمن.


إن طريقة رسول الله ﷺ في إقامة الدولة الإسلامية والحكم بما أنزل الله واضحة جلية لا تتغير بتغير المكان ولا الزمان؛ بدأت بالدعوة إلى الإسلام وانتهت بإقامة الدولة في المدينة المنورة. وقد برزت في ثلاث مراحل تتمثل في إيجاد تكتل يتخذ من العقيدة الإسلامية قاعدة فكرية وقيادة فكرية، يعي أفكار الإسلام وأحكامه، ولا يتخذ طريقة غير الإسلام لتحقيق إقامة الدولة الإسلامية، وهذا ما ربى عليه النبي ﷺ أصحابه في مكة بدار الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه، فخرّج منها شخصيات إسلامية. ومن ثم خوض صراع فكري للتصدي لكل أفكار الرأسمالية الدخيلة علينا اليوم، وفضحها وبيانها ووضع أفكار الإسلام مكانها، وكفاح سياسي لكشف مؤامرات الغرب الكافر التي تحاك اليوم كما بالأمس على الإسلام والمسلمين، وطلب النصرة من أهل القوة من المسلمين، ثم استلام الحكم لإقامة الدولة الإسلامية للحكم بالإسلام، ثم ضم البلاد الإسلامية جميعها تحت راية العقاب راية محمد ﷺ.


واعلموا أن الله سبحانه يفضح المنادين بتطبيق الإسلام على الطريقة الغربية تحت مسمى الاعتدال، المدّعين العمل على تحكيم الإسلام وتوحيد بلاد المسلمين بأعمال مجانبة للحق والصواب.


وسوف يستمر الغرب الرأسمالي وعلى رأسه أمريكا المجرمة وبريطانيا الماكرة في اللعب بأوراق شتى للحيلولة دون ظهور الحق، إلى أن يأذن الله بظهوره وينزل نصره وتأييده على المسلمين الصادقين. إن حزب التحرير - الرائد الذي لا يكذب أهله - يدعوكم لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. قال ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» أخرجه أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.

 


المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية اليمن

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية اليمن
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 735417068
http://www.hizb-ut-tahrir.info
E-Mail: yetahrir@gmail.com

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع