المكتب الإعــلامي
ولاية اليمن
التاريخ الهجري | 11 من رجب 1443هـ | رقم الإصدار: ح.ت.ي 1443 / 06 |
التاريخ الميلادي | السبت, 12 شباط/فبراير 2022 م |
بيان صحفي
إلى المحتفلين بذكرى ثورة 11 شباط/فبراير في اليمن
احتفل مئات من أهل اليمن في محافظة تعز، مساء الخميس، بالذكرى الحادية عشرة لثورة 11 شباط/فبراير السلمية، التي أزاحت علي صالح عن الحكم بموجب المبادرة الخليجية في 3 نيسان/أبريل 2011. فقد انطلقت ثورة 11 شباط/فبراير في اليمن سلميةً تجاوباً وتناغماً مع الثورات التي انطلقت في كل من تونس ومصر والشام وليبيا، من أطياف الأمة الإسلامية المختلفة، وذلك من واقع الإحساس بالظلم الذي وقع عليها بعد عقود طويلة من غياب العدل وانحسار العلم وتفشي الجهل وشيوع الفقر في الأمة، مع أن تلك الأنظمة التي تعتبر الأوفر حظاً من موارد الغنى على الأرض، واستئثار بالسلطة الجائرة وبوادر توريث العروش للأبناء، لكل ذلك انطلقت الثورة في اليمن للإطاحة بعلي صالح وإزاحته عن الحكم كردة فعل على ظلم السلطة وفسادها.
ومع أن ثورة 11 شباط/فبراير لم تحقق ما كان يصبو إليه أهل اليمن من تغيير حقيقي، بسبب حرف مسارها وركوب الموجة التي أفقدت الثورة بوصلتها على يد الأحزاب المعارضة والتي كانت تعتبر الوجه الآخر للنظام، وكذلك التدخلات الخارجية المحافظة على النظام من التغيير، ولعدم امتلاك من قاموا بالثورة مشروعاً فكرياً وسياسياً من عقيدة أهل اليمن، كما وأن طابع الوطنية الذي انطبعت به الثورة جعلتها تبقى منفصلة عن بقية البلدان التي قامت فيها الثورات المماثلة وهذا خطأ محض، إلا أنها قد كسرت حاجز الخوف لدى الشعوب، وأظهرت عوار الحكام بخياناتهم وعمالاتهم. لذلك فلا بد أن يكون الموجه لأي ثورة أو أي دعوة للتغيير أحكام الشرع الإسلامي ضد كل هذه الأنظمة الفاسدة. لأن هذه الأنظمة كلها انبثقت عن اتفاقية سايكس بيكو لخدمة النظام الاستعماري. فلا معنى للثورة أن تنجح في اليمن أو غيره وتقف موقف المتفرج لما يحدث في ليبيا أو في تونس أو في الجزائر أو مصر أو سوريا. لذلك لا بد أن نكون أمة فخورة بدينها لا بسواه، كما أننا أمة ثرية جداً بمواردها وقوية وقادرة على استعادة كرامتها وحريتها دون استجداء ما يسمى بالتدخل الإنساني من النظام الاستعماري الغربي الذي هو مصدر كل مصائبنا في اليمن وفي العراق وفي سوريا، وفي كافة البلاد الإسلامية.
إن فشل الثورة لا يعني اليأس والتقاعس عن العمل للتغيير، بل لا بد أن يكون دافعاً لذلك، ولكن التغيير الجذري لا بد له من طريقة يسير عليها مريدو التغيير لتحقيق الغاية التي يُراد الوصول إليها، والتي تتلخص في إعداد كتلة مخلصة واعية على الإسلام وأحكامه تقوم بالتفاعل مع الأمة، لتحميلها الإسلام، حتى تتخذه قضية لها، كي تعمل على إيجاده في واقع الحياة بالصراع الفكري والكفاح السياسي وتعمل على طلب النصرة من أهل القوة والمنعة المؤمنين بفكرة التغيير، حتى تستلم الحكم فتطبق الإسلام وتحمله للعالم بالدعوة والجهاد.
أيها الثوار المحتفلون: لتكن غايتكم هي استئناف الحياة الإسلامية، وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم. وهذه الغاية تعني إعادة المسلمين إلى العيش عيشاً إسلامياً في دار إسلام، وفي مجتمع إسلامي، بحيث تكون جميع شؤون الحياة فيه مسيرةً وفق الأحكام الشرعية، وتكون وجهة النظر فيه هي الحلال والحرام في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، والتي ينصب المسلمون فيها خليفة يبايعونه على السمع والطاعة على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله، وعلى أن يحمل الإسلام رسالة هداية ونور إلى العالم بالدعوة والجهاد، ولتعلموا أن أمتكم قد تسكت على ضيم لكنها لا تموت، كما ولتعلموا أن من قاموا بقيادتكم ولا زالوا هم قيادات أسلموا أنفسهم لأعدائكم فقد خانوا دينكم ودماءكم وداسوا على جراحكم وتسلقوا على آهاتكم مقابل مصالحهم التي لا تمت لدينكم ومصالحكم بصلة. وها هو حزب التحرير يمد يده لكم للعمل سوياً لتنالوا خيري الدنيا والآخرة.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية اليمن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 735417068 http://www.hizb-ut-tahrir.info |
E-Mail: yetahrir@gmail.com |