الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - بَاب مَا جَاءَ إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ فَزَوِّجُوهُ

بسم الله الرحمن الرحيم

 


مع الحديث الشريف 

 

بَاب مَا جَاءَ إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ فَزَوِّجُوهُ

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


جاء في تحفة الأحوذي، في شرح جامع الترمذي "بتصرف" في "بَاب مَا جَاءَ إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ فَزَوِّجُوهُ"


حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ ابْنِ وَثِيمَةَ النَّصْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ.


قوله: (إذا خطب إليكم) أي : طلب منكم أن تزوجوه امرأة من أولادكم وأقاربكم، (من ترضون) أي: تستحسنون (دينه) أي: ديانته، (وخلقه) أي: معاشرته، (فزوجوه) أي: إياها، (إلا تفعلوا) أي: إن لم تزوجوا من ترضون دينه وخلقه وترغبوا في مجرد الحسب والجمال أو المال، (وفساد عريض) أي: ذو عرض أي: كبير، وذلك لأنكم إن لم تزوجوها إلا من ذي مال، أو جاه، ربما يبقى أكثر نسائكم بلا أزواج، وأكثر رجالكم بلا نساء، فيكثر الافتتان بالزنا، وربما يلحق الأولياء عار فتهيج الفتن والفساد، ويترتب عليه قطع النسب وقلة الصلاح والعفة، قال الطيبي: وفي الحديث دليل لمالك، فإنه يقول لا يراعى في الكفاءة إلا الدين وحده، ومذهب الجمهور: أنه يراعى أربعة أشياء الدين والحرية والنسب والصنعة، فلا تزوج المسلمة من كافر، ولا الصالحة من فاسق، ولا الحرة من عبد، ولا المشهورة النسب من الخامل، ولا بنت تاجر، أو من له حرفة طيبة ممن له حرفة خبيثة، أو مكروهة، فإن رضيت المرأة، أو وليها بغير كفء صح النكاح، كذا في المرقاة.

إن في الحديث دقة جميلة، فقد ذكر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه، ولم يقل عليه الصلاة والسلام إذا خطب إليكم من ترضون صلاته، باعتبارها عمود الدين، وإن مما درج عليه الناس عند السؤال عن الشاب الذي يقوم بخطبة الفتاة، أن يسألوا عن صلاته، فإن كان يصلي قبلوا به زوجا، إلا أن هذا القبول، القبول على أساس الصلاة فقط، قد يسبب متاعب، فكم من زواج أفضى إلى الطلاق؟ فالحديث يبين لنا وبشكل واضح، أن السؤال يجب أن ينصب على الدين والخلق، لا على الصلاة. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: الدين المعاملة، إذا نفهم من ذلك أن السؤال يجب أن يكون عن السلوك والمعاملة والأخلاق بما في ذلك الصلاة، وكل أحكام الإسلام، فهناك فرق بين من يعامل الناس على أساس الإسلام، وبين من يعاملهم على أساس غير الإسلام وإن كان يصلي.


أيها المسلمون: هذا ما نفتقده هذه الأيام، نفتقد علاقات طيبة بيننا وبين أنفسنا وبيننا وبين الناس وبيننا وبين الله. فالمسلمون اليوم شابت علاقاتهم أفكار مصلحية منفعية، اهتموا بها على حساب مصلحة الدين، فأصبح البعض يصلي ويأكل الربا، يصلي ويسيء لإخوانه أو جيرانه، يصلي ويرتكب المعاصي، لذلك نقول أن الصلاة لوحدها غير كافية لقبول الفتاة بالشاب، بل يجب أن تلتفت إلى دينه، كما بين الرسول صلى الله عليه وسلم. هذا ونرجو الله أن يرفع عن الأمة هذه الأفكار الدخيلة القائمة على أساس المنفعة والمصلحة، اللهم آمين آمين.

 


احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

آخر تعديل علىالأربعاء, 09 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع