- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في " باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"
حدثنا آدم بن أبي إياس قال: حدثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر وإسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه"
لا شك أن هذا الحديث فيه ما فيه من الخير، فهو يصف الحال التي يجب أن يكون عليه المسلم، إلا أن هناك من المسلمين، بل من العلماء الذين يخرجون على الفضائيات خاصة، ويخاطبون الملايين من أبناء الأمة، يتعاملون مع هذا الحديث معاملة غريبة عجيبة. ففي الوقت الذي تسيل فيه دماء المسلمين أنهارا في الشام تحديدا، يخرج علينا بعض هؤلاء العلماء، ويتحدثون بهذه اللغة وهذه اللهجة: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والدين الإسلامي دين السماحة والرحمة، وهكذا ...فأي حديث عن السماحة مع جرائم الغرب الكافر في بلادنا؟ سواء أكان منه مباشرة، أم كان بأيدي عملائه، وأي سلم يدعون إليه مع بني يهود الذين يلغون في دماء المسلمين صباح مساء؟ ولكن على الرغم من ذلك، نقول: إن زمن الاقتصار في الحديث على بعض العبادات دون غيرها من أحكام النظام السياسي والاقتصادي في الإسلام؛ والمسلمون يسبحون في دمائهم قد ولى. وإن زمن الحديث عن الزهد وهم يتضورون جوعا قد ولّى. وزمن الحديث عن طاعة وليّ الأمر الحاكم بغير ما أنزل الله، والناهب هو وعصابته ثروات الأمة والأمة ترزح تحت ظلمهم وطغيانهم قد ولّى. فالأمة اليوم عرفت طريقها، وفهمت دينها، ولم تعد هذا التضليل ينطلي عليها. وهذه الثورات خير دليل على ما نقول. لذلك على أمثال هؤلاء العلماء أن يتوبوا إلى ربهم، ويتقوا الله في أبناء هذه الأمة، بل ومن لم يلتحق منهم بعد بقاطرة العاملين لإعادة هذا القرآن إلى واقع الحياة، فليبادر من الآن، ومن فوره للعمل، فهذا والله خير الدنيا والآخرة. وإلا فسينالهم جرم عظيم، اللهم مكنّا من إقامة شرعك في الأرض على الوجه الذي تريد. اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.