- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في تحفة الأحوذي، في شرح جامع الترمذي "بتصرف في "بَاب مَا جَاءَ إِذَا أَدَّيْتَ الزَّكَاةَ فَقَدْ قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ"
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الشَّيْبَانِيُّ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ ابْنِ حُجَيْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا أَدَّيْتَ زَكَاةَ مَالِكَ فَقَدْ قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ.
نحييكم جميعا أيها الأحبة المستمعون في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في تحفة الأحوذي، في شرح جامع الترمذي "بتصرف في "بَاب مَا جَاءَ إِذَا أَدَّيْتَ الزَّكَاةَ فَقَدْ قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ"
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الشَّيْبَانِيُّ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ ابْنِ حُجَيْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا أَدَّيْتَ زَكَاةَ مَالِكَ فَقَدْ قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ.
قوله: (إذا أديت) أي: أعطيت، (زكاة مالك) الذي وجبت عليك فيه زكاة، (فقد قضيت) أي أديت، (ما عليك) من الحق الواجب فيه، ولا تطالب بإخراج شيء آخر منه.
قال أبو الطيب السندي في شرح الترمذي: قوله: ما عليك؛ أي: من حقوق المال، وهذا يقتضي أنه ليس عليه واجب مالي غير الزكاة، وباقي الصدقات كلها تطوع وهو يشكل بصدقة الفطر والنفقات الواجبة، إلا أن يقال: الكلام في حقوق المال وليس شيء من هذه الأشياء من حقوق المال ـ بمعنى أنه يوجبه المال ـ بل يوجبه أسباب أخر، كالفطر والقرابة والزوجية وغير ذلك.
إن الناظر في واقع الأمة اليوم، يرى أنها تعيش حياة بعيدة كل البعد عمّا أراده الله لها، فالله سبحانه وتعالى أكرمها، وجعلها خير أمة أخرجت للناس، وجعل لها أنظمة تسير عليها، وتسعد في هذا السير، وهذا ما كان، وعندما تخلت الأمة عن هذه الأنظمة فقدت هذه السعادة. أيها المسلمون إن الله تعالى اعتبر الزكاة أحد الأركان التي يقوم عليها الدين الإسلامي، إلا أن الكثير من المسلمين لا يؤدي هذه الزكاة، ولا يقيم هذا الركن في حياته، فلا يُخرج زكاة أمواله، ما جعل أموال المسلمين دولة بين الأغنياء منهم، وأصبح المجتمع الإسلامي طبقتين، وكما قال عليه الصلاة والسلام، ما جاع فقير إلا بمنع غني. وقد جعل الشرع رعاية شؤون الناس في أمر الزكاة كما في سائر أمور حياتهم، للخليفة الحاكم، الذي يسأل الناس عن زكاة أموالهم، إن أعطوها أو منعوها، ولما غاب هذا الحاكم، غاب هذا الركن العظيم، فمن لي- أيها المسلمون- بخليفة، كأبي بكر، يقف ويقول: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة؟ من لي- أيها المسلمون- بخليفة يقف ويقول: إن القوي ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه، وإن الضعيف قوي عندي حتى آخذ الحق له؟ من لي- أيها المسلمون- بخليفة، كعمر بن عبد العزيز، يعود عامله من إفريقيا بأموال الزكاة كما هي؟ لا لأنه لم يوزعها، بل لأنه لم يجد فقيرا واحدا فيها، نعم أفريقيا التي تموت جوعا هذه الأيام. نسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يعجل لنا بأمثال هؤلاء الخلفاء، لنعيش الإسلام كما أراده لنا الله، اللهم آمين آمين.
احبتنا الكرام، والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.