- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
يؤجر المرء رغم أنفه
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة" رواه الترمذي وصححه الألباني.
أيها الأحبة الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
يرشدنا هذا الحديث الشريف إلى ثلاثةِ أمورٍ عِظام يستحق فاعلهن الجنة، فأول هذه الأمور هو ميزة ميز الله سبحانه وتعالى بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده ألا وهي الدعاء للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بالصلاة عليه عند ذكر اسمه، فالتزام هذا العمل يجعل المسلم مستحقاً لشفاعته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، فمن عمل بها والتزمها فعلا وعمل بمضمونها فآمن به صلى الله عليه وسلم وبشفاعته يوم القيامة وبجزاء رب العالمين إن نحن آمنا به ربا وبرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وبيوم القيامة والجنة والنار استحقينا شفاعة حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم ذكر هذا الحديث الشريف الأمر الآخر ألا وهو رمضان، فينبهنا هذا الحديث إلى عظم هذا الشهر وكبير فضله عند الله، فمن آتاه بإحسان وتعبد فيه كما أمرنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وقدم فيه ما يحب الله ويرضى فإن الله سيجزيه خير الجزاء، ولكن الخاسر هو من يدرك هذا الشهر بما فيه من حسنات عظام وأجر عظيم وفضل كبير فلا ينال ثوابه وجزاءه الذي هيأه الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر.
ثم ذكر هذا الحديث الشريف الأمر الأخير، وهو متعلق بمن لهم علينا فضل كبير في رعايتنا وتنشئتنا حتى نعبد الله حق عبادته ألا وهم الوالدين، فهم إن وصلوا إلى الكبر الذي يجعلهم بحاجة لنا وإلى رعايتنا، فحق علينا وقتها ألا نفوت هذه الفرصة بالقيام بواجباتهم والسهر على راحتهم، ففي هذا الأمر الأجر العظيم الذي يصل إلى درجة دخول الجنة به.
لقد ربط هذا الحديث الشريف بين ثلاثة أمور عظيمة وجب علينا ألا نهملها ونؤتيها حقها، فالجنة لا تدرك بالقول من غير عمل، فصلاتنا على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم تعني تقديره وإجلاله وسلوك الطريق السوي السليم الذي أراده لنا رب العالمين ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وصيام شهر رمضان والقيام على رعاية من لهم الفضل علينا في كل هذه الأعمال، فإن نحن قمنا بهذه الأعمال بحق استحقينا جزاء الجنة، وهنا نلفت النظر على أن الجامع بين هذه الأمور الثلاث هو الانصياع لله تعالى والعمل بما يرضيه، فإن آمن المسلم بالله وجب عليه الإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم حق الإيمان، كما وجب عليه أن يقوم بعبادته كما يحب ويرضى وأعظم هذه العبادات هو الصيام، والقيام بحقوق الآخرين كما أمرنا سبحانه وتعالى.
فالله نسأل أن يجعلنا ممن يصلون على نبيه قولا وعملا، وأن نعبد الله سبحانه في هذا الشهر كما يحب ويرضى وأن يعيننا على بر من لهم الفضل علينا من آباء وغيرهم، إن ذلك ليس على الله بعزيز.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح