- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الغش والمكر والخداع
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ الْجَهْمِ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا، وَالْمَكْرُ وَالْخِدَاعُ فِي النَّارِ» صحيح ابن حبان 5650))
أيها الأحبة الكرام:
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يحدث بمن هم منا ونحن منهم، وهؤلاء الذين لا يغشونا، أما الغشاشون فليسوا منا، يعصون الله من أجل مصالحهم الخاصة ومنافعهم المادية، ومن هؤلاء الكثير، فليس الغش في البيع فقط، بل كل من خدع الناس لجلب مصلحته كان غاشًا لهم، فالمُنتخب الذي يخدع الناس وينافق من أجل الوصول إلى السلطة هو غاش، والقاضي الذي يظلم العباد بقضائه مدّعيًا أنه حكم الله هو غاش، كما أن البائع المخادع هو غاش.
إن المكر والخداع هو من شيم المنافقين الدجالين، الذين وسوس لهم الشيطان وأعمى أبصارهم عن الهدى، وجعلهم يسيرون نحو مصالحهم ومغنم زائل يوصل إلى النار بالمكر وحيك المؤامرات والخدع. وليس بالمكر والخدع يُنال الرجاء، بل بالتوكل والعمل الصحيح المرضي لله تعالى، وبذلك الفوز العظيم.
الله نسأل أن يبعد عنا الغشاشين والماكرين والمخادعين، وأن يقرب لنا الصالحين والمخلصين والناصحين لنا في ديننا، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح