- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
جدل المنافق
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ جِدَالُ الْمُنَافِقِ عَلِيمِ اللِّسَانِ» (صحيح ابن حبان 80)
أيها الأحبة الكرام:
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبرنا بأمر يخشاه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم علينا بعد أن ترك لنا هذا الدين الكامل الشافي المقنع للعقل الموافق للفطرة؛ وهو مناقشة المنافقين، وأي منافقين؟ المنافقون الذي يتمتعون بقوة الحجة التي وسوسها لهم الشيطان وامتازوا بقدرة اللسان على تحويل الحق إلى باطل وتأويل الصواب خطأً. أمثال هؤلاء من الصعوبة بمكان مناقشتهم وإقامة الحجة عليهم بسبب قدرتهم على قلب الحقائق، وليس لصحة فكرهم، ولكن لتخيرهم الأقوال التي تخدم أهدافهم الرخيصة.
هنا يجب أن نتسلح بالحجة الدامغة غير القابلة للمراوغة، حتى تدحض كل حججهم التي يحتجون بها. وإلا علينا ألا نناقش أمثال هؤلاء إن لم نكن نحمل من العلم ما يغلب على ظننا أننا قادرون به على دحض حججهم ومقارعتهم، وإلا وقعنا فيما لا يحمد عقباه، فأمثال هؤلاء يصطادون في الماء العكر، ويستخدمون نقاشهم دليلاً يقوّي حججهم، فيكون نقاشهم تقوية لحججهم الواهية التي هي من نسج شياطينهم.
الله نسأل أن يعيذنا من أمثال هؤلاء، وأن يقوّي حجتنا ويطلق لساننا لنصرة هذا الدين، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله تعالى