- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ، وأَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّارَ
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَمِّهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: «التَّقْوَى، وَحُسْنُ الْخُلُقِ"، وَسُئِلَ مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّارَ؟ قَالَ: "الْأَجْوَفَانِ: الْفَمُ، وَالْفَرْجُ» (سنن ابن ماجه 4280).
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث يخبرنا بأكثر الأمور التي تدخل الجنة، فيقول هي التقوى وحسن الخلق، فالتقوى تكون بخشية الله والالتزام بأمره والابتعاد عن المحرمات، وحسن الخلق هو مما يظهر في الأفعال التي يجب أن تكون بمقتضى الأحكام الشرعية، وينعكس على سلوكياتنا مع الآخرين، وليس في هذا فصل للخلق عن التقوى، أو أن نرضى بالأخلاق الحسنة بمعزل عن اتباع الأحكام التي أمر بها الله، ففي هذا عدم استقامة، وعدم انتهاج للطريق السليم.
وفي الشطر الآخر من الحديث يخبر عليه الصلاة والسلام بأكثر ما يدخلنا النار، وهنا يذكر أمران، منها اللسان، فالإنسان بأصغريه قلبه ولسانه، ولسانه إما أن يدخلك الجنة وينجيك من النار بترطيبه بذكر الله وبكل ما يرضيه عز وجل، وإما أن يدخلك النار بالقول الذي يكرهه الله تعالى ويشيع بين الناس فساداً، أو ما هو بذيء يخالف إرشاد الشرع.
أما الفرج فهو يقود للفاحشة والزنا الذي هو من الكبائر وتوجب الحد، فلا يمكن لمؤمن عاقل أن يقع في مثل هذا وهو يعلم غضب الله على الزاني والعقوبة الحازمة.
عليه نستطيع أن نعرف الأفعال التي يجب اجتنابها كي لا نقع في النار بسبب عظم إثمها عند الله. هنا نوقن أن النار يدخلها من يعصي الله ولا يعود عن معصيته، ويجاهر بالمعاصي ويموت عليها، أما غير ذلك فإن الله يغفر لمن استغفر وتاب، ومن عصا وعاد نادماً.
الله نسأل أن يعيننا أن نكون من أصحاب الجنة المحافظين على أعمالها، وأن يجنبنا أعمال النار ويحفظ أفواهنا وفروجنا، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله