- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الشريف
البيان والعي
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ، بِدِمَشْقَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ السَّكَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْبَيَانُ مِنَ اللَّهِ، وَالْعِيُّ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَلَيْسَ الْبَيَانُ كَثْرَةَ الْكَلَام، وَلَكِنَّ الْبَيَانَ الْفَصْلُ فِي الْحَقِّ، وَلَيْسَ الْعِيُّ قِلَّةَ الْكَلَامِ، وَلَكِنْ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ». (صحيح ابن حبان 5892)
أيها المستمعون الكرام:
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبر بواقع نعيشه في حياتنا اليومية، وينبئ بما هو صحيح وخطأ في الكلام، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن البيان من الله، أي أن الله سبحانه وتعالى يحبه، وليس معنى البيان هو كثرة الكلام بغير معرفة وبما لا يفيد، بل هو الكلام الفصل بين الحق والباطل، وهنا نستحضر القول المشهور "خير الكلام ما قلّ ودلّ"، أي المهم هو فحوى الكلام وليس حجمه وكثرته.
وعلى النقيض من هذا فإن العي من الشيطان، أي أن الله لا يحبه، وليس معناه هو قلة الكلام والسكوت ولزوم الصمت، بل هو الاستخفاف بالحق بأي شكل كان، ومن الاستخفاف السكوت عن قول الحق والتمنع بتقدير خطأ مبني على القول المشهور "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب"، وهذا عين الخطأ، فالإنسان العاقل يعرف ماذا يقول وماذا لا يقول، فلا يسكت عن الحق، ويتحرى الأسلوب المناسب الموصل للفكرة، ولا يخالط قوله الحق بالباطل ويتجنب أن يُساء فهمه.
الله نسأل أن يرشدنا الحق ويعننا على النطق به ويجنبنا خذلان الحق وأهله، وأن يجعلنا من الذين يقولون الحق ويعملون به، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله