الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - الله المعطي والمانع لا غير

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

الله المعطي والمانع لا غير

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ وَرَّادٍ مَوْلَى المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ، إِلَى المُغِيرَةِ: اكْتُبْ إِلَيَّ مَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ خَلْفَ الصَّلاَةِ، فَأَمْلَى عَلَيَّ المُغِيرَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ خَلْفَ الصَّلاَةِ: «لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ» (صحيح البخاري 6269)

 

أيها الأحبة الكرام

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

يخبرنا هذا الحديث الشريف بما كان الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام يدعو به حين صلاته، فالدعاء مندوب في الصلاة وصاحبه مأجور عند الله سبحانه، ولكن هناك أمور وردت في هذا الدعاء تستدعي الوقوف عليها وفهمها.

 

فقد بدأ رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام دعاءه بتقديم الإجلال والتقرب لله سبحانه بالإقرار بأن الله وحده لا شريك له في الملك، وهو الخالق البارئ الواحد الأحد، ثم أتبع صلى الله عليه وسلم ذلك قوله بأنه لا مانع لما أعطى سبحانه، إقرارا بأن المعطي هو الله سبحانه ولا يوجد أحد مهما ارتفع قدره وقدرته أن يعطي أي أحد من غير مشيئة الله، فهو سبحانه صاحب العطاء والأمر له وحده، وهذا الأمر أمر عقائدي لا بد يتجسد في ذهن المسلم الحق.

 

وفي المقابل أيضا فإن الله سبحانه وتعالى إن منع شيئا فلا يستطيع أي أحد أن يعطي ما منع، أو أن يغير هذا الأمر، فهو سبحانه من بيده الأمر، فلا يظنن أحدهم أن المانع والمعطي هو الإنسان، فهذا الأمر يجب أن يكون واضحا عند المسلم كما سطره هذا الحديث الشريف، وفي هذا الأمر أثر كبير على سلوك المسلم، فهو عندما يقين بذلك لا يكترث لما سيحدث له لتيقنه بأنه لا دخل للبشر في هذا الأمر، وما هم إلا وسيلة لذلك.

 

وأخيرا في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمر لا ينفع إن وقع الجد من الله تبارك وتعالى، فقد يتبادر في نفس المسلم أحيانا بأن المال أو السلطان مانع لمراد الله أو رافع لغضبه، فهذان الأمران لا يقدمان ولا يؤخران إن نزل غضب الله على عباده، وما المال والسلطان إلا وسيلة يتقرب بها المسلم لله سبحانه حتى يتجنب غضب الله، فيجب على المسلم ألا يخلط هذين الأمرين.

 

فالله تعالى نسأل أن يعيننا على ما يحب ويرضى وأن يعطينا مما يحب ويمنع عنا ما يضرنا ويزيل عنا غمامة الجهل والخلط في فهم أحكامه، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله

آخر تعديل علىالإثنين, 20 كانون الأول/ديسمبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع