مع الحديث الشريف
القلب كريشة في الهواء

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ الرِّيشَةِ تُقَلِّبُهَا الرِّيَاحُ بِفَلَاةٍ» (سنن ابن ماجه 88)

أيها المستمعون الكرام:

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

إن هذا الحديث الشريف يخبر عن موضع في الجسد إذا صَلُح صلح الجسد كله، وإذا فسد فسد الجسد كله، ألا وهو القلب، موضع الإدراك والإحساس والتفكير، الذي يريدنا الله أن نوجهه ونسيره الطريق السليم.

إنه من المعلوم أن الإنسان بطبعه يتبع عقله أو مشاعره، وكليهما في القلب، فإن امتلأ القلب بالإيمان واليقين بالله، وأنه هو الخالق الباري بيده كل شيء، وأن قلبه بيد الرحمن يقلبه كيف يشاء، عندها يتقرب إلى الله بالوجه الذي يحبه سبحانه وتعالى ويرضها من المؤمن، وأما إن كان قلب الإنسان بعيدًا عن الله، قريبًا إلى وساس الشيطان، فإن قلبه سيصبح متقلبًا، مشوه التفكير والمشاعر، تنزع إلى المعصية، والغلط، والباطل، فيعيش صاحبه في نقمة، بدل أن يسخر النعمة حيث يريدها الله.

إن كانت الأفكار صحيحة قوية استطعنا أن نسير مشاعرنا وأفعالنا حسب هذه الأفكار، وتصبح المشاعر معول بناء في شخصيتنا الإسلامية.

الله نسأل أن يملأ قلوبنا بالإيمان ومحبته، وأن يجعل أفكارنا أفكارًا إسلامية، وأن يثبت قلوبنا على الإيمان، وعلى الطريق المستقيم، اللهم آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله