- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الوصية
نحييكم جميعا أيُّها الأحبةُ في كلِّ مكانٍ، في حلقةٍ جديدةٍ من برنامجِكم "مع الحديثِ الشريف" ونبدأُ بخيرِ تحيةٍ، فالسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى: هَلْ أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا يُوصِي فِيهِ، قُلْتُ: فَكَيْفَ يَأْمُرُ النَّاسَ بِالْوَصِيَّةِ؟ قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ. (صحيح ابن حبان 6130)
أيها الأحبة الكرام:
إنّ خيرَ الكلامِ كلامُ اللهِ تعالى، وخيرَ الهديِّ هديُّ نبيِّهِ عليه الصلاةُ والسلامُ، محمدِ بنِ عبدِ الله، أما بعد:
إنّ هذا الحديثَ الشريفَ من الأحاديثِ الشاملةِ التي تتضمنُ الكثيرَ من المعاني وتحملُ الكثيرَ من الدلائل، حيث يوصي الرسولُ الكريمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويحثُّنا على الاستوصاءِ بالخيرِ لما سيخلفُهُ لنا.
في هذا الحديثِ يسألُ الصحابةُ عن الوصية، كيفَ يأمرُ بها الرسولُ عليه الصلاةُ والسلامُ ولم يأتِ بها، لكنَّ الجوابَ أنَّ الرسولَ عليه الصلاةُ والسلامُ أوصى بكتابِ اللهِ، وفيه كلُّ شيءٍ، ففي كتابِ اللهِ الأحكامُ النافعةُ لنا ولحياتِنا، وهو الكتابُ الذي اختارَ له اللهُ محمدًا عليهِ الصلاةُ والسلامُ لحملِ رسالتِهِ.
يبقى السؤالُ: هل نحن ملتزمونَ بهذه الوصيةِ، أم فرطنا بها؟ إننا بإذنِ اللهِ ملتزمونَ بها، ولو كان من أبناءِ جلدتِنا من فرّطَ وبدّلَ وحرّفَ ولم يلتزمْ بالوحي.
اللهَ نسألُ أنْ نكونَ ممن يستمعونَ كلامَ الرسولِ الكريمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويحفظون وصيتَهُ، كتابَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وتطبيقَ شرعِهِ، اللهم آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخر، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله