- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الشريف
حقُّ المسلمِ على المسلمِ
نحييكم جميعا أيُّها الأحبةُ في كلِّ مكانٍ، في حلقةٍ جديدةٍ من برنامجِكم "مع الحديثِ الشريف" ونبدأُ بخيرِ تحيةٍ، فالسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَجِيبُوا الدَّاعِيَ، وَلَا تَرُدُّوا الْهَدِيَّةَ، وَلَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ» (صحيح ابن حبان 5694)
أيها المستمعون الكرام:
إنّ خيرَ الكلامِ كلامُ اللهِ تعالى، وخيرَ الهديِّ هديُّ نبيِّهِ عليه الصلاةُ والسلامُ، محمدِ بنِ عبدِ الله، أما بعد:
إنّ هذا الحديثَ الشريفَ يخبرُ بآدابِ التعاملِ معِ المسلمين، فيطلبُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ بألا نردَّ من دعانا، وإجابتُهُ، فقبولُ الدعوةِ إنْ كانت في المباحِ مندوبٌ، وفيها رفعٌ من شأنِ الآخرين، ورفقٌ بهم وتكريم، ومن حسنِ المعاملةِ والاستجابة. أما قبولُ الهديةِ فهو أيضاً من حسنِ المعاملةِ والوصالِ، والإسلامُ قد حضَّ على التحابّ، وفي ذلك توطيدٌ للعلاقاتِ وخلقُ مجتمعٍ متجانسٍ متآخي. أما الضربُ فهو لا يكونُ إلا فيما أباحَهُ الشرعُ، فلا يحقُّ لأحدٍ ضربُ أخيهِ المسلمِ وإهانتُهِ دونَ ما يبيحُهُ الشرعُ.
على هذا نستطيعُ القولَ إنّ الحديثَ فيه حثٌّ على الحفاظِ على العلاقاتِ المجتمعيةِ سليمةً وحفظِ الود.
اللهَ نسألُ أنْ يقويَ بنيانَنا المرصوصَ، ويشدَّ بعضُنا بعضاً، وأنْ يسلمَ مجتمعُنا من كلِّ ما يكرَهُ، اللهم آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخر، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله تعالى.