- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
ترك ما لا يعنينا
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ». (موطأ مالك 1637)
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يحذّر من أمر يقع فيه المسلمون بقصد أو من غير قصد، ألا وهو إدخال النفس فيما لا يعنيها، لا من قريب ولا من بعيد، لا لشيء سوى الفضول.
إن هذه العادة بشكل عام لا يُحمد عقباها، وتنتج عنها الإشكاليات وتفشي الأسرار، وقد قيل "من تدخل فيما لا يعنيه، لقي ما لا يرضيه"، والأشد خطرًا هو بعض المفاهيم الخبيثة التي يُراد بها عزل أفراد المجتمع عن بعضهم وعدم التدخل إيجابًا في مسائلهم استدلالًا بهذا الحديث، أو بالأمثال الشعبية! إن هذا خطير لأنه مطلوب من المسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصرة إخوته وعونهم والنصح لهم، وعلى هذا الأدلة الشرعية الكثيرة، فكيف تتفق مع هذا الحديث الشريف؟
الجواب سهل وميسور، بمعرفة الواجب والمندوب، فما حث عليه الشرع أو أمر بالاهتمام به كان مما يعنينا، أما ما هو خاص في حياة الناس فيجب ترك التدخل به، إن كان سلبًا، والتدخل به إيجابًا يؤجر عليه المرء من قبيل النصح والنصرة. فترك المرء ما لا يعنيه يكون بما لا يعنيه في الشرع، وليس ترك كل شيء بالمطلق. فالحكم هو للشرع وليس للعادات والتقاليد التي وجدت بعد غياب الجو الإسلامي واكتساح الجو الفاسد الذي أوجده الاستعمار وأفكاره التي نشرها في مجتمعاتنا.
الله نسأل أن يحفظ لنا ديننا، وأن يبعد عنا الكفر والاستعمار، وأن يعيد مجتمعنا مجتمعًا سليمًا تحت ظل تطبيق شرع الله عز وجل، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله تعالى.