مع الحديث الشريف

تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْاِثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْاِثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُسْلِمٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا». (موطأ مالك 1650)

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

إن هذا الحديث الشريف يخبرنا بأمور غيبية ما كنا لنعلمها، إن الأعمال تُكتب لنا كل يوم، وفي كل لحظة، يُكتب كل عمل يرضي الله أو يغضبه، وهذه الأعمال ترفع كما أخبرنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام في يومين في الأسبوع، الاثنين والخميس، فتكون وقتها فرصة لمغفرة الذنوب لكل مسلم لا يشرك بالله عز وجل، وفي هذا الأمر دلالة عظيمة على رحمة الله لعباده، وإعطائه الفرصة تلو الفرصة، بتأخير رفع الأعمال وجمعها، حتى تتبع السيئة الحسنة فتمحها، ويستغفر العبد، فيغفر الله لمن أراد.

في الشطر الآخر من الحديث، ذكر عليه الصلاة والسلام التخاصم بين المسلمين، بحيث أن اختصام المسلم مع أخيه المسلم يؤجل فرصة مغفرة الذنب لهما، لما في ذلك من إثم.

الله نسأل أن يتغمدنا برحمته، وأن يعيننا على عمل الخير، اللهم آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله تعالى.