بسم الله الرحمن الرحيم

مع الحديث الشريف

الكافر هو من كفّره الشرع

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:‏ ‏"أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ، وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ‏" ‏(‏‏‏متفق عليه‏‏‏)‏‏.

أيها الأحبة الكرام

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، أما بعد،

إن هذا الحديث الشريف يرشدنا إلى كيفية تعاملنا مع بعضنا بعضا، وكيف نحكم على غيرنا. يبدأ الحديث: "إذا قال رجل لأخيه"، فيذكر الحديث "أخيه" ليستثني الكافر الذي يجاهر بكفره ونعلم به... لذلك يجب أن نكون دقيقين عندما نخاطب بعضنا بعضا، ونفكر فيما نصف به غيرنا بحرص شديد.

يذكر الحديث أنه من يصف غيره بالكفر إن كان صادقًا في وصفه فقد أصاب، أما إن كان وصفه غير مطابق للواقع فقد وقع في الإثم، لذلك يجب علينا أن لا نتسرع بالحكم على الأشخاص قبل معرفة الواقع الشرعي للكافر، ومن ينطبق عليه وصف الكافر، ومن تحقق الصفة في الشخص الذي نحكم عليه، فلا نرمي الناس بالكفر يمينًا ويسارًا.

يجب أن نحتاط جيدًا لأن الكفر من أعمال القلوب لا يمكن معرفتها، فإذا اتصل بفعل أو قول يصف الشارع صاحبه بالكافر يكون كافرًا، بذلك نكون قد ضبطنا حكمنا بالحكم الشرعي، وتجنبنا الوقوع في الإثم.

الله نسأل أن يحفظ لنا ألسنتنا من الزلات، ويبعدها عن التسرع في إصدار الأحكام... اللهم آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله