- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
العمل الحقيقي للتغيير ويوم القيامة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني "بتصرف" في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين:
حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان حدثنا أبو حازم عن سهل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة هكذا ويشير بإصبعيه فيمد بهما".
أيها الأحبة الكرام:
لم يفتأ القرآن الكريم يحذرنا من اقتراب يوم القيامة، يوم الحساب، يوم يتجرد الإنسان من كل شيء إلا من عمله، يقول سبحانه وتعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} ويقول جلَّ من قائل: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}، ويقول سبحانه: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً}، وفي هذا الحديث يبين لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مقدار ما بقي من الزمن إلى يوم القيامة، وهو مقدار ما تزيد الأصبع الوسطى على السبابة.
أيها المسلمون:
إزاء هذا البيان يدرك المسلم حقيقة وجوده في هذا الكون، وأن عليه أن يعي حقيقة الإعداد قبل لقاء الله، سواء كان الكلام يدور حول الساعة الكبرى "يوم القيامة"، أم عن الساعة الصغرى "موت المسلم نفسه"، فأمام هذا الواقع لا بد من العمل المنجي من عذاب الله، العمل الحقيقي لا مجرد العمل، ألا وإن العمل المنتج الجاد -في هذه الأيام العصيبة- ينصبُّ على تغيير الواقع الفاسد بكل مكوناته، لا جزئية هنا أو جزئية هناك، فأن يُنصِّبَ المسلم نفسه خطيبا أو مدرسا في مسجد لا يكفي، وأن تنبري جماعة من الناس لتحفيظ القرآن لا يغيّر من الواقع شيئا، وأن ينطوي البعض على تأليف الكتب فقط ليس مجدٍ، وأن يلجأ البعض إلى الدعاء فقط لا يكفي، وإن كانت كلها أعمال طيبة، ولكنها ليست طريقة مفضية إلى الهدف والغاية، إلى تغيير المجتمع، إلى تغيير الدار من دار كفر إلى دار إسلام؛ من خلال إقامة دولة الإسلام التي تطبق أحكامه، في سياق هذا الكلام نتحدث عن يوم القيامة، وعن يوم الحساب، فما قيمة أن نعرف يوم الحساب ونتحدث عنه دون خوف أو عمل أو التزام؟!
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة، تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم