- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الإسلام يرفع أقواما ويضع آخرين
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن عمر رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ». رواه مسلم برقم 817.
أيّها الأحبّة الكرام:
هي قاعدة ربانية، لطالما قرأناها في التاريخ، حيث بدأت سطورها الأولى عندما تحول العرب من رعاة للغنم إلى رعاة للأمم، فبعد أن طال الفساد جميع المجالات والنواحي، فساد لا مثيل له، فساد في العقائد والعبادات والأخلاق والسياسة والاقتصاد، حدث ما لم يكن متوقعا لعبدة الأصنام التي ما أنزل الله بها من سلطان، فتغيرت حياتهم واستقام أمرهم، فما الذي حدث لهؤلاء بعد أن كان الواحد منهم يصنع إلهه من عجوة فإذا جاع أكله؟! نعم، إنه القرآن الذي رفع الله به أقواما ووضع به آخرين.
أيها المسلمون:
ويستمر النصر تلو النصر ليسجل التاريخ سطورا جديدة في صفحاته، فهذا "ماهان" قائد الروم يطلب خالداً ليبرز إليه، فلما برز إليه قال ماهان: "إنا قد علمنا أن ما أخرجكم من بلادكم إلا الجهد والجوع، فهلموا إلى أن أعطي كل رجل منكم عشرة دنانير وكسوة وطعاماً وترجعون إلى بلادكم، فإذا كان من العام المقبل بعثنا لكم بمثلها"، فقال له خالد: "إنه لم يخرجنا من بلادنا ما ذكرت، غير أنا قوم نشرب الدماء، وأنه بلغنا أنه لا دم أطيب من دم الروم فجئنا لذلك"، هذا نموذج فقط للقاعدة ليس إلا. نعم؛ لقد امتلأت صفحات التاريخ بهذه العزة لأن القرآن رفع من تمسك به، أما اليوم فالحال يغني عن المقال، بعد أن تحكم بالأمة أراذل الخلق من حكام الضرار، الذين استولوا على الحكم بعد أن هدم الكافر المستعمر الخلافة رمز عزة الأمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم