الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - الصيام والقيام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مع الحديث الشريف

الصيام والقيام

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رُب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورُب قائم ليس له من قيامه إلا السهر" رواه ابن ماجه

 

أيها المستمعون الكرام

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف وغيره من الأحاديث ترشدنا إلى أمور ديننا الحنيف وإلى الكيفية التي يجب أن تكون عليها عبادتنا، فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يخبرنا عن حال بعض الناس في هذا الشهر الفضيل، فهناك بعض المسلمين الذين يمتنعون عن الطعام والشراب وملذات الحياة، ولكن أعمالهم هذه لا تقربهم إلى الله قيد أنملة بل ولا يُتقبل منهم عملهم كله، فيضحي عملهم هذا وتعبهم هباء منثورا لا قيمة له، فلا ينالون إلا التعب والمشقة، بل وقد يقوم بعضهم الليل بعد صيام نهار كامل فيصلي ويتعبد ولا ينال من صلاته وقيامه إلا السهر وتعبه.

وهنا يتبادر إلى الذهن أن كيف يمكن أن يكون هذا الأمر!! فالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة وضحت كيف يكون هذا الأمر بشكل لا شك فيه، فهذا الصائم القائم قد لازمته المعاصي، وصيامه لم يمنعه عن محارم الله، فدخل في عمله الرياء والرفث الذي ضيع عليه صيامه، وهناك أيضا المنافقين الذين يمتنعون عن الطعام والشراب من أجل أن يُقال عنهم أنهم صيام يخافون الله، ويقومون الليل مع المسلمين حتى يقال عنهم أنهم قائمون لله، ولكن الله سبحانه وتعالى يعلم ما في قلوبهم وما تحدث به أنفسهم، ولكنه سبحانه وتعالى يترك لهم هذا الأمر فينالون ما عملوا لأجله، فيقول عنهم الناس بأنهم صيام قيام وتتحقق غايتهم التي من أجلها امتنعوا عن الطعام والشراب وقاموا الليل، ولكن هيهات هيهات لهم أن ينالوا شيئا من عند الله سبحانه وتعالى، فهو الذي لا يضيع عنده شيء.

 

وهنا لا بد أن نشير إلى من يظلم عباد الله جميع أشهر السنة، وما أن يأتي رمضان حتى يمتنع عن الظلم ويلتزم الصلاة والصيام حتى يُقال عنه أنه من الصالحين وأنه من أولياء الأمور الصائمين القائمين، وهكذا يجد من يدافع عنه الحجج والذرائع للناس حتى يظنوا أنهم قد خدعوهم، ولكن هيهات هيهات فأعمالهم هذه سيفضحها الله سبحانه وتعالى ولو بعد حين، ولن يناله حينها لا ثواب الدنيا ولا ثواب الآخرة. فالله نسأل أن يعيذنا أن نكون من الذين ينافقون في عباداتهم وأن يفضح لنا المنافقين الذين يستخدمون العبادات ستارا لظلمهم وجورهم، إن ذلك ليس على الله بعزيز.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع