- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
كيف يكتفي المسلم بذكر الله وأحكامه معطلة؟
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ». رواه البخاري.
أيها المستمعون الكرام:
على الرغم من أن ذكر الله من أيسر الأعمال التي يمكن للإنسان أن يحصد بها الأجر، إلا أن كثيرا من الناس يغفل عن ذلك، فلهؤلاء نقول: احرصوا على هذا الأجر العظيم، فبذكر الله ترفع الدرجات، وبذكر الله تكون محبة الله للعبد، وبذكر الله يُطرد الشيطان، وبذكر الله يذهب الهمّ والغمّ وتنزوي الأحزان، وتحل الطمأنينة والراحة والسرور.
أيها المسلمون:
إن ذكر الله لا يكون باللسان فقط، بل لا بد أن يكون بالقلب أيضا، ولا بدّ للقلب أن يكون يقظا، فيدرك الإنسان بيقظة قلبه عظمة المذكور جلّ جلاله، وبهذا الإدراك يندفع المسلم كالسهم عملا بالأحكام، ولا يخفى على أحد منا واقع الأمة وما تكابده من ظلم وقهر تنوء بحمله الجبال الراسيات، لا يخفى على أحد منا كم تحتاج الأمة إلى أيادٍ عاملة للتغيير، فلا يكفي أن يجلس أحدنا في البيت أو المسجد بدافع ذكر الله، بل المقصود أن يكون ذكر الله رافعاً للمسلم، موقظاً لقلبه، فيعي ما يدور حوله من أحداث جسام، لا أن يتخذ ذكر الله مهنة له في الحياة، ليكتفيَ بذلك ويجلس دون عمل سواه، فما معنى أن يذكر المسلم الله ويقعد مع الخالفين؟ وكيف يكون من يذكر الله حيّا وأحكام الله معطلة وأحكام الكفر هي المطبقة؟ كيف يذكر الله ولا يعمل مع العاملين المخلصين الجادين لإقامة الخلافة الثانية على منهاج النبوّة؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم