- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
صورة رائعة من اهتمام المسلم بأخيه
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ". رواه مسلم.
أيها الأحبّة الكرام:
نحن أمام صورة رائعة وجميلة من صور الإسلام العظيم، صورة تتضمن الخير الكثير الذي يناله كل من الداعي والمدعو له، فالإسلام دوما يعلمنا أن العلاقة بين المسلم والمسلم علاقة أخوّة، فقال صلى الله عليه وسلم: "يدعو لأخيه"، وهذا يعلمنا الاهتمام بالآخرين، وهو قمة الشعور بالآخرين، و"في ظهر الغيب" كي يكون الصدق والإخلاص في الدعاء. وقد كان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه، يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة، لأنها تُستجاب، ويحصل له مثلها.
أيها المسلمون:
كم نحتاج إلى هذا الدعاء في هذا الزمان، الذي طغت فيه المادة على كل شيء، وأصبح الإنسان لا يهتم إلا بنفسه وبملذاته؟ كم نحتاج إلى أن يهتم بعضنا ببعض، فندعو إلى أنفسنا من خلال الدعاء للآخرين؟ كم نحتاج إلى هذا الخلق الرفيع لنكسر أصنام الحضارة المادية في داخلنا، ونمحو آثار النفعية والرأسمالية الجشعة التي تملكتنا، فأصبحنا كالعبيد نحتكم لقوانينها؟ نعم هذا حال الأمة لقرون طويلة بعد أن غابت عنها الخلافة التي ترعى هذه الأحكام، بعد أن أصبحت تحتكم لغير شرع الله، بعد أن غاب خليفة المسلمين عن الوجود، وأصبحت يتيمة بدون أمّ كالأيتام على مأدبة اللئام، كم نحتاج إلى الراعي والخليفة الذي يزرع فينا هذه الأحكام وهذه الأخلاق، فيعيد مجد هذه الأمة وعزها إليها من جديد؟ فلنعمل على إيجاده ولندعو له بظهر الغيب لتأمّن الملائكة على دعائنا، ولتقول لنا ولكم بمثلٍ.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم