- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
إقامة الحجة ونفي العذر
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في"باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر":
حدثني عبد السلام بن مطهر حدثنا عمر بن علي عن معن بن محمد الغفاري عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه ستين سنة".
أيها الأحبّة الكرام:
لا شك أن الله سبحانه وتعالى يحاسب الإنسان على أفعاله بمجرد البلوغ، فإذا وصل سنّ البلوغ يحاسب على صلاته وعلى صيامه وعلى سائر أفعاله، ويبقى يحاسب حتى نهاية العمر، فإن قصر يسجل تقصيره في صحيفته، وإن التزم بما طُلب منه يسجل التزامه أيضا في صحيفته، ولكن المسألة هنا تتعلق بالرحمة والكرم فالله رحيم بعباده، فهو سبحانه يعطي المقصر فرصا تتلوها فرص، فيمد في عمره حتى يصل ستين سنة ليدرك ما فاته وليعود عن هذا التقصير.
أيها المسلمون:
نقول لكل ظالم من حكام هذه الأمة أو علمائها بلغ الستين ولم يتب عن ظلمه: أعذر الله لك فيما مضى، وأقام عليك الحجة، ونفى عنه العذر، نقول لكل غادر من حكام الأمة أو علمائها بلغ الستين ولم يتب عن غدره: أعذر الله لك فيما مضى، وأقام عليك الحجة، ونفى عنه العذر، ونقول للمسلمين الذين خدعوا بهذه الحفنة من العملاء لا تعولوا عليهم بعد الآن، لا تعولوا على من باع حلب والشام للروس، ومن قبل ما بيعت فلسطين، وقد أعذر الله لهم حتى جاوزوا الستين ولم يعتبروا، فهلا اعتبرتم أنتم أيها المسلمون؟ هلا اعتبرتم وعملتم على خلعهم وعلى تنصيب حاكم واحد، خليفة يحكمكم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم