- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في"باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة".
حدثنا مسدد قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا أبو حيان التيمي عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس فأتاه جبريل فقال: ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه وبلقائه ورسله، وتؤمن بالبعث قال: ما الإسلام؟ قال: الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان. قال: ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: متى الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل وسأخبرك عن أشراطها، إذا ولدت الأمة ربها، وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان، في خمس لا يعلمهن إلا الله، ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله عنده علم الساعة، الآية، ثم أدبر فقال: ردوه فلم يروا شيئا فقال: هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم. قال أبو عبد الله: جعل ذلك كله من الإيمان.
أيها الأحبّة الكرام:
إن في هذا الحديث أحكاما كثيرة وعظيمة، فقد تحدث عن الإسلام وعن الإيمان وعن الإحسان وعن أمور عظيمة ظاهرة في الحديث، ولكن في الحديث أمور أخرى يمكن تأملها، كآداب طالب العلم فيحسن الجلوس بين يديه مثلا، وكآداب المعلم مع تلاميذه كأن يكون متواضعا ويحلم عليهم وعلى أسئلتهم، ولا يجيب إلا بما يعرف.
أيها المسلمون:
وما يلفت النظر ويدعو للتأمل في هذا الحديث الطريقة التي اختارها رب العالمين لعرض هذه الأحكام، فأنْ ينزل جبريل عليه السلام ويجلس بين الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم يسأله وهو يجيب، فهذا يدفعنا للتساؤل: ما الحكمة من ذلك؟ لعل الحكمة تكمن في أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يقول لنا أن هذه الأحكام هي من عنده، ليست من عند بشر، ولعل الحكمة تكمن في أنه سبحانه وتعالى أراد أن تصل هذه المعاني عن الإيمان وعن الإسلام بطريقة لافتة، فخطاب الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته من خلال هذا المشهد الرهيب يترك أثرا كبيرا في الصحابة وفيمن يأتي بعدهم. ولعلنا نحن اليوم نتذكر هذه الأحكام ونتذكر جبريل عليه السلام الذي نزل بها على قلب الرسول صلى الله عليه وسلم فيدفعنا هذا التذكر إلى العمل بنشاط أكبر وهمة أعلى لإعادة القرآن الكريم مطبقا في حياة الأمة.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم