الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق
إرواء الصادي من نمير النظام الاقتصادي (ح 158) منع كنز الذهب والفضة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

إرواء الصادي من نمير النظام الاقتصادي

(ح 158)

منع كنز الذهب والفضة

 

 

 

 

الحمد لله الذي شرع للناس أحكام الرشاد, وحذرهم سبل الفساد, والصلاة والسلام على خير هاد, المبعوث رحمة للعباد, الذي جاهد في الله حق الجهاد, وعلى آله وأصحابه الأطهار الأمجاد, الذين طبقوا نظام الإسلام في الحكم والاجتماع والسياسة والاقتصاد, فاجعلنا اللهم معهم, واحشرنا في زمرتهم يوم يقوم الأشهاد يوم التناد, يوم يقوم الناس لرب العباد.

 

أيها المؤمنون:

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: نتابع معكم سلسلة حلقات كتابنا إرواء الصادي من نمير النظام الاقتصادي, ومع الحلقة الثامنة والخمسين بعد المائة, وعنوانها: "منع كنز الذهب والفضة". نتأمل فيها ما جاء في الصفحة السادسة والخمسين بعد المائتين من كتاب النظام الاقتصادي في الإسلام للعالم والمفكر السياسي الشيخ تقي الدين النبهاني.

 

يقول رحمه الله: "ثالثا: إن نص الآية هو صب الوعيد على أمرين اثنين: أحدهما كنز المال، والثاني عدم الإنفاق في سبيل الله، أي الذين يكنزون الذهب والفضة، والذين لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بالعذاب. ومن ذلك تبين أن من لم يكنز، ولم ينفق في سبيل الله، يشمله الوعيد، ومن كنز وأنفق في سبيل الله يشمله الوعيد، قال القرطبي: "فإن من لم يكنز، ومنع الإنفاق في سبيل الله فلا بد وأن يكون كذلك" والمراد بالآية من قوله (في سبيل الله) أي في الجهاد، لأنها مقترنة بالإنفاق. وكلمة (في سبيل الله) إذا قرنت بالإنفاق كان معناها الجهاد. وقد وردت في القرآن في هذا المعنى وحده، ولم ترد كلمة (في سبيل الله) في القرآن ومعها الإنفاق إلا كان معناها الجهاد.

 

رابعا: روى البخاري عن زيد بن وهب قال: "مررت على أبي ذر بالربذة فقلت ما أنزلك بهذه الأرض؟ قال: كنا بالشام فقرأت: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم). (التوبة 34) قال معاوية: ما هذه فينا، ما هذه إلا في أهل الكتاب، قال: قلت إنها لفينا وفيهم". ورواه ابن جرير من حديث عبيد الله بن القاسم عن حصين عن زيد بن وهب عن أبي ذر "فذكره وزاد، فارتفع في ذلك بيني وبينه القول، فكتب إلى عثمان يشكوني، فكتب إلي عثمان أن أقبل إليه، قال: فأقبلت إليه، فلما قدمت المدينة ركبني الناس، كأنهم لم يروني قبل يومئذ، فشكوت ذلك إلى عثمان، فقال لي: تنح قريبا، قلت: والله لن أدع ما كنت أقول". فخلاف أبي ذر ومعاوية إنما كان في حق من نزلت الآية، لا في معناها، ولو كان هناك حديث مروي في ذلك الوقت، بأن ما أديت زكاته فليس بكنز لاحتج به معاوية، ولأسكت أبا ذر به. والظاهر أن هذه الأحاديث وضعت بعد حادثة أبي ذر هذه، وقد ثبت أنها كلها أحاديث غير صحيحة.

 

خامسا: الكنز في اللغة جمع المال بعضه على بعض وحفظه، ومال مكنوز، أي مجموع. والكنز كل شيء مجموع بعضه إلى بعض، في بطن الأرض كان، أو على ظهرها، والقرآن تفسر كلماته بمعناها اللغوي وحده، إلا أن يرد من الشرع معنى شرعي لها، فتفسر حينئذ بالمعنى الشرعي. وكلمة الكنز لم يصح أنه ورد أي معنى شرعي وضع لها، فيجب أن تفسر بمعناها اللغوي فقط، وهو أنه مجرد جمع المال بعضه إلى بعض لغير حاجة جمع من أجلها، يعتبر من الكنز المذموم، الذي أوعد الله فاعله بالعذاب الأليم".

 

وقبل أن نودعكم أحبتنا الكرام نذكركم بأبرز الأفكار التي تناولها موضوعنا لهذا اليوم:

 

الرد على من يحتج بالأحاديث التي تنص على أن: "ما أديت زكاته فليس بكنز".

 

1. الأحاديث الواردة لم يصح منها شيء.

2. حديث أم سلمة الذي يحتج به بعض الفقهاء روي من طريق عتاب وهو مجهول.

3. حديث أم سلمة لا يصلح لنسخ حكم الآية حتى لو صح الحديث وحتى لو كان متواترا.

4. الأحاديث النبوية لا تنسخ القرآن ولو كانت متواترة؛ لأن القرآن قطعي الثبوت عن الله سبحانه لفظا، ونحن متعبدون بلفظه ومعناه. بخلاف الحديث المتواتر قطعي الثبوت عن الله سبحانه معنى لا لفظا؛ لأنه بلفظ الرسول صلى الله عليه وسلم, ولسنا متعبدين بلفظه. فكيف يجعل حديث آحاد فيه مقال كحديث أم سلمة ناسخا لآية قطعية الثبوت قطعية الدلالة؟

5. خلاف أبي ذر ومعاوية إنما كان في حق من نزلت الآية، لا في معناها، ولو كان هناك حديث مروي في ذلك الوقت، بأن ما أديت زكاته فليس بكنز لاحتج به معاوية، ولأسكت أبا ذر به.

6. الظاهر أن هذه الأحاديث وضعت بعد حادثة أبي ذر هذه، وقد ثبت أنها كلها غير صحيحة.

           

نظرة تفكر وتدبر في آية الكنز: 

 

1. نص الآية صب الوعيد على أمرين اثنين: أحدهما كنز المال، والثاني عدم الإنفاق في سبيل الله.

2. معنى الآية أن الذين يكنزون الذهب والفضة، والذين لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بالعذاب.

 

3. من ذلك يتبين أربعة أمور:

 

1) أن من لم يكنز، ولم ينفق في سبيل الله، يشمله الوعيد.

2) أن من كنز وأنفق في سبيل الله يشمله الوعيد.

3) أن من لم يكنز، ومنع الإنفاق في سبيل الله فلا بد وأن يكون كذلك

4) أن المراد بالآية من قوله (في سبيل الله) أي في الجهاد، لأنها مقترنة بالإنفاق.

 

نظرة تفكر وتدبر في آية تحريم الخمر تشبه النظرة في آية تحريم الكنز:

           

أيها المؤمنون:

 

نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الثلاثاء، 01 أيلول/سبتمبر 2020م 23:12 تعليق

    اللهم حكم فينا شرعك وأنشر فينا عدلك ورحمتك

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع