- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ﴾
الخبر:
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية إن تأخير كيان يهود إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في الموعد المتفق عليه ضمن الجولة السابعة من صفقات تبادل الأسرى، يعد "إرهابا منظما وإساءة معاملة للأسرى". (تي آر تي خبر، 23/02/2025).
التعليق:
قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ﴾، وكما جاء في الآية، فمن المعروف أن كيان يهود لم ولن يلتزم بالاتفاقات؛ لأن يهود أظهروا ذلك بوضوح، سواء في موقفهم من الأنبياء كما جاء في القرآن الكريم، أو في موقفهم من الشعب الفلسطيني في التاريخ الحديث. لكن ما ليس طبيعياً هو الموقف الدنيء الذي يتخذه حكام المسلمين تجاه كيان يهود.
فالحكام الخونة العملاء سكتوا ولم يتخذوا أي إجراء فعلي تجاه الحرب الوحشية التي يشنها كيان يهود ضد أهل غزة، والمجازر التي يرتكبها بحق الأطفال والنساء والشيوخ العزل طوال فترة الحرب بإسقاط آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ واستخدام كل قوته والدعم غير المشروط من أمريكا وأوروبا؛ فما إن أعلنت سيدتهم أمريكا خطتها لتهجير أهل غزة حتى سارعوا إلى تنفيذها دون حياء أو خجل. فقد هرع ملك الأردن إلى البيت الأبيض بأمر سيده، وجلس بصمت إلى جانب ترامب، مثل العبد المطيع، يستمع إلى تعليماته. ثم عقدت القمة العربية المصغرة، يوم الجمعة الموافق 21 شباط 2025 بمدينة الرياض عاصمة السعودية برئاسة محمد بن سلمان ولي العهد السعودي وحضور رئيس مصر السيسي وملك الأردن عبد الله، لبحث مشروع تهجير أهل غزة إلى مصر والأردن حسب رغبة ترامب.
ولكن هؤلاء الحكام الرويبضات الذين لم يتدخلوا لوقف هذه المجازر وسمحوا لهذا الاحتلال الوحشي بذبح الأطفال والرضع، بل سارعوا عندما أمرهم سيدهم الكافر ترامب بذلك، لم يقولوا كلمة واحدة جديرة بالملاحظة عن رفض كيان يهود إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في الموعد المتفق عليه في الجولة السابعة من تبادل الأسرى.
أيها المسلمون ويا أبناء جيوش المسلمين: هل سيحل مشكلة غزة هؤلاء الحكام الحقراء الذين يرتكبون كل الخيانات ولم يقولوا كلمة سلبية واحدة لكيان يهود الذي رفض اتفاق تبادل الأسرى، متجاهلين بذلك مشاعر كل المسلمين؟ إن ما يسمونه خطة الحل هو عملية تهجير داخل غزة، إلى أن تتم إعادة تأهيلها لتصبح صالحة للسكن، على أن يتم إبعاد حماس كليا عن الساحة السياسية والعسكرية، وأن يوكل أمر الأمن في غزة لمصر وبعض الدول العربية والعالمية. وهذا بالضبط ما أراده كيان يهود وأمريكا منذ البداية.
أيها المسلمون ويا أبناء جيوش المسلمين: أليس من الواضح أن فلسطين لن تتحرر ولن تتم حماية شعبها إلا باقتلاع هذه الأنظمة الخائنة واستبدال القيادة الإسلامية المخلصة بها؛ دولة الخلافة، الدرع الواقي للمسلمين كما وصفها رسولنا ﷺ؟ فماذا تنتظرون؟ لماذا لا تتحركون للدفاع عن إخوانكم وأخواتكم في فلسطين؟! أم أنكم خائفون من أمريكا وكيان يهود؟ إذا كان الأمر كذلك فإنكم إذا استمعتم إلى قول الله تعالى فستفهمون أن هذا الخوف هو شعور لا يليق بالمؤمنين: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رمضان أبو فرقان