السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

ماذا وراء هذه الفورة ضد الفساد؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:‏

\n

 

\n


في لبنان تقوم حملة ضد الفساد تسلط عليها أضواء الإعلام بقوة، وكذلك في العراق وكذلك في ‏مصر مما استدعى حل الحكومة الحالية وتكليف وزير النفط بتأليف حكومة جديدة. ‏

\n

 

\n


فماذا وراء هذه الفورة ضد الفساد؟؟؟

\n

 

\n

 

\n

التعليق:‏

\n

 

\n


منذ أن أدركت أمريكا أن المسلمين بدأوا يتحركون ويتململون ويتجرؤون على الكلام العلني عن ‏الفساد والظلم واستباحة المال العام وبدؤوا بالبحث الجدي عن قيادة مخلصة لهم تساعدهم على التخلص ‏من الطبقة السياسية التي تتحكم بهم وتوزع حصص السرقات للأموال العامة فيما بينها، حتى إن ‏الأحزاب المشاركة في الحكم والتي كانت تستطيع السيطرة على مناصريها، رأينا أنها لم تستطع ذلك، ‏بل على العكس منه وجدنا بعض مناصري هذا الحزب أو ذاك لا يستثنون أحداً من سخطهم وغضبهم ‏وتحميلهم المسؤولية لما يحصل في البلاد.‏

\n


هذه الأحزاب التي يفترض فيها أن تراقب وتحاسب وتقود الناس إلى ذلك، رأيناها تسكت وتراقب، ‏بل وتحاول مؤخراً أن تشوه هذه التحركات للمحاسبة، ليس خوفاً من القيادات المشبوهة والممولة من ‏بعض الدول كما يدعون، بل خوفاً على كشف أحزابهم وتغطيتهم للفساد ومشاركتهم للمفسدين والاستفادة ‏المادية منهم، وهذا يفضحهم ويقتضي من الناس، وحتى أنصارهم، الانصراف عنهم والبحث عن قيادة ‏جديدة نظيفة مخلصة واعية تطيح بهم وتقود الجماهير إلى شاطىء الأمان، حيث لا يعود هناك مكان ‏لمثل هؤلاء السياسيين الفاسدين والمفسدين.‏

\n


وهذا التذمر كان عنوان التحرك الشعبي الهائج منذ بداية الثورات في تونس ومصر وليبيا وسوريا ‏واليمن وغيرها من بلاد المسلمين، حيث جاء التعبير قاصراً من الجماهير الثائرة ضد الفساد والمفسدين ‏فقط دون أن تكون عندهم الرؤية الواضحة أن الفساد والظلم يأتي من المبدأ والنظام المطبق عليهم قبل ‏أن يكون في الطبقة السياسية التي تطبقه.‏

\n


فالفساد والظلم في نظام وضعه بشر لمصالحهم ولمصالح رؤسائهم ومصالح شركات كبرى ترعاهم ‏وترعى وجودهم، فكيف يمكن الركون إلى هكذا نظام ومبدأ يأكل القوي فيه رغيف الفقير وماله؟ ‏

\n


بل يهيئ له كل القوانين ليقوم بذلك دون حسيب أو رقيب؟

\n


وفساد الطبقة السياسية الحاكمة كما يقولون التي اجتمع فيها أمران: أنها ارتضت بأن تحكم بغير ما ‏أنزل الله، وتحكم بأنظمة فاسدة بطلب مباشر من الكافر المستعمر، ولولا قبولها بذلك لما اختارها ‏المستعمر لهذه المهمة التي لا يمكن أن يقوم بها رجل مسلم يؤمن بالله ورسوله وبنظام حكمه الذي أمرنا ‏بالعمل به واتباعه وحرمة اتباع غيره من أنظمة الطاغوت.‏

\n


وما يحصل في لبنان هذه الأيام يحصل مثله في العراق، ولكن أمريكا المهيمنة على المنطقة عن ‏طريق العملاء رأت أن يكون التنفيس عن الناس في العراق عن طريق العبادي رئيس الوزراء وكذلك ‏في مصر عن طريق السيسي بتغيير الوزراء من خلال تشكيل حكومة جديدة بعد فضيحة وفساد وزير ‏الزراعة الذي استقال قبل المحاسبة.‏

\n


وعلى كل الأحوال إن ما نشهده في لبنان حالياً من تحرك مدني للمحاسبة والتغيير والإصلاح ما هو ‏إلا محاولة من أمريكا لاستيعاب تذمر الناس وغضبهم قبل أن تسير الأمور على سكة لا تريدها أمريكا ‏ولا تمسك بدفتها،

\n


ولذلك تحاول التنفيس وإجهاض الحركات الشعبية الغاضبة والضحك عليهم بعد ذلك ببعض ‏الإصلاحات وبعض الترقيعات والتغيير لبعض الوجوه الفاسدة وتبقي على البعض الآخر الذي يمسك ‏بالأمور في البلاد ويأتمر بأوامرها وتعود الحالة كما كانت بل وأسوأ من السابق لأن حالة الناس ‏أصبحت سيئة للغاية لا تحتمل،

\n


والذي قد يساعد أمريكا للأسف الشديد على تمرير خديعتها هذه هو ما تروجه في وسائل الإعلام ‏عن ضريبة الخراب والدمار والهجرة نتيجة ما يسمى بالربيع العربي والدماء التي سالت وتسيل للأبرياء ‏من الناس مع ما لحق ويلحق بهم من الذين يطرحون أنفسهم قادة للتغيير وبخاصة الذين يزعمون أنهم ‏خلافة إسلامية ويقومون بتشويه الخلافة الحقيقية التي هي أمل ومبتغى ورجاء، وفوق كل ذلك وقبله ‏وبعده فرض رب العالمين علينا، ولا نرضى بغير حكمه بديلاً مهما كانت التضحيات.‏

\n


‏ لذلك علينا نحن المسلمين في كل بلاد المسلمين وبخاصة في لبنان والعراق ومصر أن لا نرضى ‏بما تحاول أمريكا إسكاتنا به من ترقيع للوضع الحالي عن طريق عملاء جدد بدل القدماء منهم، وأن ‏نعمل مع المخلصين الواعين من أبناء هذه الأمة \"حزب التحرير\" للتغيير الجذري الذي لا يكون إلا ‏بتغيير الأنظمة والمفاهيم والأفكار الفاسدة أولاً ثم وضع الأشخاص المؤمنين الواعين المخلصين لتطبيق ‏أحكام الإسلام التي لا خلاص لنا ولغيرنا إلا بها.‏

\n

 

\n

 

\n

 

\n

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور محمد جابر
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان

\n

 

\n

 

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع