خبر وتعليق بلاد المسلمين في نظر الرأسمالية "بقرة حلوب"
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
\n
الخبر:
\n
ذكرت صحيفة الاتحاد برس الإلكترونية في الخامس من أيلول أن مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة في أمريكا الملياردير دونالد ترامب قام بوصف السعودية بأنها بقرة حلوب تدر الذهب والدولارات كلما تطلب أمريكا منها ذلك، وأنه في حين جف ضرع هذه البقرة فسوف نأمر بذبحها أو سنطلب من أحد ما أن يقوم بذبحها، ويضيف بأن هذا الكلام معلوم لأصدقاء أمريكا وأعدائها وحتى لآل سعود أنفسهم.
\n
التعليق:
\n
إن من يعلم ولو القليل عن ماهية الرأسمالية، لن يستغرب هذا الوصف وهذه النظرة الازدرائية من مرشح الرئاسة الأمريكية، وإنما المستغرب هو جرأته على التفوه بمثل هذا الكلام على الملأ وأمام الكاميرات لدول عرفت بإخلاصها وتفانيها في الحفاظ على المصالح الأمريكية لعقود كالدولة السعودية.
\n
والحقيقة هي أننا إذا نظرنا لحال الأمة وما وصلت إليه من هوان بسبب حكام الذل والعار، لما استغربنا من جرأة ووقاحة ذلك الرأسمالي الكافر الحاقد ومن هم على شاكلته، فهذا هو دأب الرأسمالية والرأسماليين في نظرتهم وتعاملهم مع بلاد المسلمين، بل ومع كل المستضعفين في العالم، نظرة لص طامع يتحين الفرصة لينقض على ثروات الناس ومقدراتهم، فيسطو عليها وينهبها، ويحرم أهلها منها، لا يضيره في سبيل تحقيق ذلك إنسانية أو خلق.
\n
فهذا ما تقوم عليه العقيدة الرأسمالية أصلا، ومنذ أن اعتنقت الشعوب الغربية هذه العقيدة وهم في تنافس على استعمار البلاد وخاصة بلاد المسلمين، وقتل العباد، يهلكون الحرث والنسل، ويعيثون في الأرض الفساد من أجل \"مصالحهم\"، والشواهد على ذلك في التاريخ أكثر من أن تحصى، وأهمها على الإطلاق اتفاقية سايكس بيكو التي جرى على أثرها تقسيم بلاد المسلمين واستعمارها ونهب خيراتها وثرواتها.
\n
وها هو مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة في أمريكا يعلنها واضحة لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن لا اعتبار للصداقة ولا للإنسانية ولا لأي شيء يقف حائلاً بين الرأسماليين ومصالحهم، وتزامنا مع هذه التصريحات النارية نرى ملوك السعودية الأذلاء يقومون بزيارة أمريكا دون أي اعتراض أو استنكار على من لا يرونهم إلا كبقرة حلوب، فإذا جف الحليب قاموا بالإجهاز عليهم.
\n
إن من يتمسك بحبال أمريكا لن ينتهي به الأمر إلا وقد التف ذلك الحبل على رقبته وقتله، إلا إذا فاء وتاب إلى بارئه واستمسك بحبل الله عز وجل دون غيره قبل فوات الأوان، وعاد إلى أمته، وعمل جاداً مع العاملين لتحرير الأمة من براثن الرأسمالية وعملائها من حكام الضرار، وعمل على أن يستبدل بهؤلاء الرويبضات خليفة تقياً نقياً يحكمنا بشرع الله الحنيف في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فتعود للأمة عزتها ومنعتها.
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد خالد بليبل