حول حملة ملصقات على الحافلات عنوانها "من هو محمد صلى الله عليه وسلم؟" (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
\n
الخبر:
\n
\n
يعيش في بلدة لوتون الواقعة خارج لندن الكثير من المسلمين. وفي السنوات الأخيرة، عرضت الأخبار المحلية والعالمية أمثلة عديدة مختلفة عن قصص سلبية ترتبط بالإسلام والمسلمين وفي خطة استفزازية تخطط رابطة الدفاع الإنجليزية اليمينية المتطرفة (EDL) للقيام بمسيرات معادية للإسلام. وقد تسببت هذه القضايا والعديد غيرها بزيادة حدة التوتر بين المسلمين وغير المسلمين هناك وفي مناطق أخرى من بريطانيا.
\n
\n
التعليق:
\n
\n
أثناء وقوفي على جانب الطريق في زيارة لي للوتون، مرت أمامي فجأة حافلة ألصق على الجزء الخلفي منها لوحة إعلانية. كتب فيها \"من هو محمد صلى الله عليه وسلم؟ اطلب نسختك من القرآن\". ولا بد أن أعترف بأن هذا أثلج صدري فهذا آخر ما كنت أتوقع رؤيته على حافلات هذه المدينة التي يسودها التوتر في هذا الوقت العصيب الذي تمارس فيه الحكومة وقطاعات وسائل الإعلام الدعاية المشوِّهة المضادة للإسلام والمسلمين. وبعد نقاشات مع الكثير من المسلمين إضافة إلى العديد من الدراسات الاستقصائية التي صدرت مؤخرا، فإنه من الواضح بأن الدعاية التي لا هوادة فيها والمعادية للإسلام قد أثرت في تسميم عقول غير المسلمين الذين يعيشون بالقرب من المسلمين أو يلتقون بهم في أماكن العمل أو في المجتمع بشكل عام. فقد وصمت وسائل الإعلام مساجدنا بأنها أماكن وعظ تبث الكراهية في النفوس، ومدارسنا بأنها بؤر \"تطرف\" وكافة ممارساتنا الإسلامية بأنها همجية ومتخلفة. وصُبغت العقول بفكرة أن المسلم العادي يريد أن يتسبب بالأذى لجاره غير المسلم وبأنه يتمنى له السوء.
\n
\n
وأمام هذه الهجمة الشرسة، يشعر المسلمون بأنهم لا حول لهم ولا قوة فينعزلون. فبمجرد أن ننتهي من نقاش يبدأ آخر. إلى درجة جعلت سلسلة مطاعم مشهورة جدا تقدم \"اللحم الحلال\" دون أن تصرح بذلك - وهذه (قضية تقديم اللحم الحلال) أثارت جلبة علق عليها حتى مسئولون حكوميون.
\n
جاء الجيل الأقدم من المسلمين إلى الغرب في الخمسينات والستينات من القرن الماضي وحققوا الكثير من الإنجازات فيما يتعلق ببناء المساجد والمقابر الإسلامية وممارسة الأعمال وفق المفاهيم الإسلامية بما في ذلك تجارة اللحم الحلال. ويُعزى ذلك كله إلى أنهم فهموا أن الإسلام يأمرهم بأن يصلوا الجمعة وأن يدفنوا موتاهم كما أمر الله تعالى. اليوم، هؤلاء الرجال والنساء المسنون في حاجة إلى جيل شاب يحمل هذا الإرث ويعمل على:
\n
1- المحافظة على هذه المكتسبات 2- نقل الرسالة الحقيقة للإسلام إلى عامة الناس الذين نعيش معهم في الغرب ليتسنى لهم أن يطلعوا على الحقيقة - خلافا للصورة المجنونة والمخيفة التي تقدمها الحكومة والإعلام وتحاول رسمها في الأذهان عن الإسلام.
\n
وفي هذا الصدد، فإن المبادرة التي رأيتها في لوتون والتي قام بها بعض المسلمين من وضع لوحات إعلانية على الجزء الخلفي من الحافلات - كما العديد من المبادرات الأخرى التي من هذا القبيل كمبادرة «يوم الأبواب المفتوحة» التي فتحت فيها المساجد لغير المسلمين للتعريف بالإسلام وإطعام الناس الذين بلا مأوى والفيديوهات التي توضع على اليوتيوب وكذلك النقاشات كل تلك الأمور محمودة بلا شك. فجزى الله خيرا كل من بادر ودعم، ولعل الله تعالى يفتح قلوب وعقول جيراننا غير المسلمين على ديننا العظيم الجميل ونسأله تعالى أن يُحبط خطط أولئك الذين يمكرون بديننا ويسعون لتشويه صورته.
\n
﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [النحل: 125]
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تاجي مصطفى
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا