الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق دعاة على أبواب جهنم أبوا إلا أن يبقوا في ذيل الحكم الجبري

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:

\n


طلع على قناة الحوار التونسي يوم الجمعة 2015/07/03 شيخ ليتحدث عن عملية سوسة الإجرامية... وفي السياق تطرق المذيع إلى موضوع حزب التحرير ومطالبة الحكومة له بتغيير تبنياته حتى يقبل في النظام الديمقراطي. وقال الشيخ أن تكوين الأحزاب وطلب الحكم ليس من الإسلام في شيء وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يطلب حكما ودليله أن \"الرسول صلى الله عليه وسلم رفض الحكم حين عرضه عليه الكفار في دار الندوة... حين قالوا له لو أردت ملكا ملكناك\"...

\n

 

\n

التعليق:

\n


لم يكف الإعلام المغرض في تونس مهاجمة الإسلام وحملة الدعوة. وكلما سنحت الفرصة لذلك استغلوا الأوضاع ليرفعوا وتيرة مهاجمتهم للإسلام والمسلمين في بلد ما كان ليذكر لولا أثر حضارة المسلمين فيه. الأدهى أن يستعمل في هذه الهجوم الشرس دعاة ومشايخ وفقهاء هم ليسوا بفقهاء، «هُمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا» كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم باعوا دينهم بعرض من الحياة الدنيا قليل لإرضاء الحكام أو نيل بعض النفع وعسى أن يحبوا شيئا وهو شر لهم. تجد هؤلاء يلوون أعناق الآيات والأحاديث ليلبسوا على الناس الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون. والتاريخ مليء بمثل هؤلاء من أمثال علي عبد الرازق الذي أنكر وجود دولة في الإسلام وكعلماء آل سعود الذين حرموا العمل السياسي وأرادوا هذا الدين العظيم كنسيا ونصبوا أنفسهم أحبارا على المسلمين. أو كمثل البشير بن حسن أو غيره من الذين تقربوا من السلطة ليتسلطوا على المنابر فوجدوا اليوم أنفسهم متهمين بالإرهاب والتكفير ومطرودين من بيوت الله بذلة وصغار.

\n


وأخيرا يطلع علينا شيخ يدعي الفقه ويظهر التسامح وإفهام الناس دينهم. طلع هذا الشيخ مع مقدم خبيث معلوم عداؤه وحقده لدى الناس على الإسلام نظاما ودعوة وحملة دعوة. بدأ بسؤاله عن العملية الإجرامية التي أصابت مدينة سوسة ووضع مقدمة خاطئة للموضوع وطرح السؤال التالي \"هل بمثل هذا الفعل تطلب الجنة؟ كيف يمكن لمن يفكر بالجنة أن يقدم على هذا الفعل؟\" وكأنه صار قطعيا أن كل عملية إجرامية وراءها طالب للجنة أو أن الصفة الإسلامية لازمة لكل إرهابي سادي يريد قتل الناس. الطامة أن الشيخ لم يصحح له مقدمته بل على العكس أيده فيها واستهل الحديث حول الخوارج وفي تلميح آخر إلى تلبيس الإسلام الصفة الإسلامية. وهنا كان سؤال المذيع الثاني حول حزب التحرير الرافع لراية التوحيد متعللا بأن الراية أمر مشترك بين حزب التحرير وتنظيم داعش الإجرامي.
لم يجب الشيخ عن موضوع الراية بل مر مباشرة إلى التكلم عن حزب التحرير مشيرا أنه متابع للشأن السياسي في تونس وقال إن الحكومة قد توجهت لهذا الحزب بتنبيه تريد منه أن يبدل بعضا من متبنياته حتى \"يتدمقرط\" أو \"يتتونس\" على حسب تعبيره. ثم ركز في كلامه حول ما سماه الإسلام السياسي والعمل لطلب الحكم بالإسلام. وهنا كانت الطامة، حيث قال بالحرف \"لم يطلب نبي واحد الحكم باستثناء نبي الله سليمان عليه السلام... والرسول صلى الله عليه وسلم حين عرض عليه الملك في دار الندوة وقيل له لو شئت ملكاً ملكناك قال «يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك فيه، ما تركته» وهذا دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يطلب حكما وإنه لو طلب حكما لرضي بعرض قريش.\". فقوله هذا لا يخفي عدم فهم للإسلام وإنما يخفي من ورائه تعمد تضليل الناس.

\n


فهكذا شيخ لا يمكن أن تغيب عنه أهم مراحل السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وهي الانتقال من مرحلة الدعوة المكية إلى مرحلة إقامة الدولة في المدينة وتطبيق الإسلام عمليا ونشره إلى الأمم الأخرى خارج إقليم جزيرة العرب. فآخر الدعوة المكية طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من بضع وعشرين قبيلة يدعوها إلى الإسلام ويعرض عليها نفسه طالبا الحكم وقد رده من رده وفاوضه من فاوضه. فقد أتى كلبا وبني حنيفة وبني عامر بن صعصعة في منازلهم فلم يسمع له منهم أحد وردوه ردا غير جميل بل رده بنو حنفية ردا قبيحا. أما بنو عامر فطمعوا إذا هو انتصر بهم أن يكون لهم الأمر من بعده، فلما قال لهم إن الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء لووا عنه وجوههم وردوه كما رده غيرهم. كما لا يغيب عنه بيعة العقبة الثانية التي سميت ببيعة الحرب حيث بايع فيها الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم فمد البراء يده لمبايعته على ذلك وقال \"بايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحروب وأهل الحلقة (القتال) ورثناها كابرا عن كابر. فقال العباس بن عبادة وهو من الأنصار، \"يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس، فإنكم ترون أنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتلا أسلمتموه فمن الآن، فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه، على نهكة الأموال وقتل الأشراف فخذوه فهو والله خير الدنيا والآخرة\". فمدوا جميعا أيديهم فبايعوه «على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وأثرة عليهم وأن لا ينازعوا الأمر أهله وأن يقولوا بالحق أينما كانوا ولا يخافون في الله لومة لائم». تُرى هل يجيب شيخنا هل هذه البيعة تكون لداعية أم تكون لحاكم؟

\n


إن حزب التحرير اتخذ من القرآن طريقا وسبيلا ومن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم نبراسا وهدى لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة تاج الفروض التي لم يختلف على وجوب إقامتها فقيهان على مر العصور. نعم قد يختلف في بعض تفاصيل الحياة الإدارية وبعض الرؤى الفرعية بين مسلم وآخر، فالإسلام في فروعه حمال أوجه، وهذا الاختلاف أساس قوة هذا الفكر منتج للثراء والإبداع وسبيل للنهضة والرقي. ولكن أن ينكر أمر الخلافة وتفعيل أحكام الإسلام بإقامة دولة حقيقية مقومها الأساسي هو الإسلام والحلال والحرام فيها وجهة نظر فهذا يعد من إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة. وقد أدركت الأمة أن خلاصها لا يكون إلا بإقامة صرح هذا الدين. وقد أدرك أعداؤها أنها اليوم تنتفض من سباتها وأن المارد الذي يخافه الغرب بدأ يستفيق ويهدد مصالحهم. فما بال أقوام يدعون الانتماء لهذه الأمة وما زالوا مصرين على الوقوف في صف أعداء الأمة. إن حزب التحرير الذي لا يفتؤون يهاجمونه تقربا من السلطة أو حسدا من عند أنفسهم أو مرضا في قلوبهم، يمد يده إلى كل أبناء الأمة ويناديهم النداء قبل الأخير فالركب أوشك أن يسير نحو بر الأمان، بر الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. فحزب التحرير الذي أرقت مبدئيته أذناب الاستعمار ووكلاءه وأتعبت أعماله وآراؤه المستعمرين أكبر من أن يغير ما استقاه من القرآن العظيم ونهله من سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تحت ضغط وهم دولة. فحزب التحرير تجسيد لفكرة أصلها ثابت في الأمة وفرعها في السماء مربوط بحبل من الله وثيق. والأفكار لا تموت بموت الأشخاص، ولا تكبل بقيود الحديد ولا تستكين لضرب العصي، وإنما تتجذر وتقوى كلما زاد عليها القمع وكلما اشتدت الحرب عليها. وهذه الفكرة قد آن أوانها ولا راد لها إلا أمر من الله والله يريد أن يتم نوره ولو كره المجرمون.

\n

 

\n

 

\n

 

\n

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسامة بن شعيب - تونس

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع