خبر وتعليق لا اليونان أحرفها قليلة بعكس تداعياتها
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
\n
رفض الشعب اليوناني بنسبة عالية الوصفة الأوروبية لمعالجة الأزمة اليونانية.
\n
\n
التعليق:
\n
كان نصُّ السؤال الذي طُرح على اليونانيين هو: هل تقبلون أم لا، خطة الإنقاذ الجديدة التي تستلزم إجراءات تقشفية صارمة؟
\n
راهن الأوروبيون على الطُّعم الخادع الذي تضمنته عبارة، خطة الإنقاذ الجديدة للحصول على كلمة \"نعم\" من الشعب اليوناني، إلا أنّ نتائج الاستفتاء، دلّت على أن مراهنة رئيس وزراء اليونان على إدراك الشعب اليوناني لمدلول الجملة التي تليها في السؤال كانت أقوى وأصوٓب.
\n
يكاد المحللون أن يُجمعوا على أنّه سيكون لهذه ال\"لا\" اليونانية تداعيات كبيرة وخطيرة على المستوى الدولي، سواء على أوروبا ووحدتها المهتزة، أو على الوضع الدولي والعلاقات الدولية، وستطال تداعياتها الاقتصادية أركان المعمورة.
\n
صحيح أنّ قادة اليونان وقد ذهبوا إلى خيار حافّة الهاوية، لا يريدون بذلك مغادرة أوروبا ومنطقة اليورو بقدر ما يريدون تخفيف الشروط الصعبة والمذلّة التي يريد ثالوث الشر، الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي، أن يفرضها على بلادهم، ولكنّ المأزق الذي وُضعتْ فيه الدول الأوروبية والتداعيات المرعبة المترتبة على الخيارات المطروحة أو المتاحة قد تعصف باليونان أو بأوروبا أو بالجميع.
\n
خروج اليونان من منطقة اليورو سيكون له انعكاسات مباشرة وحادة على الاقتصاد الأوروبي بخاصّة بالإضافة إلى أنه مؤشر على فشل سياسة إدارة الأزمات، وهي كثيرة في قابل الأيام. وسيكون هذا الخروج نموذجاً لدولٍ أخرى، ليست إسبانيا إلا واحدةً منها لتقليده.
\n
أما إبقاء الدعم الذي يقدمه الدائنون لليونان على الوتيرة نفسها، فإنه لا يطعم اليونانيين ولا يغنيهم من جوع، فاليونانيون ومنذ سنوات عدة وهم يتلقون ذلك الدعم، إلا أنّ الركود الاقتصادي يزداد وتنعدم فرص النمو وتزداد البطالة وتنخفض التصنيفات الائتمانية ويكاد الاستثمار الأجنبي القادم للبلاد أن ينعدم.
\n
أما إذا زادت أوروبا والدائنون من الدعم، فإلى أي حدّ عندهم القدرة على الدفع لدولة يصعب إنقاذها، هذا إذا كانت عندهم الرغبة أصلاً، وقد أشار استطلاع أجرته جريدة بيلد الألمانية شارك فيه أكثر من مائتي ألف أنّ 89 في المئة يرفضون تقديم المزيد من الدعم لليونان.
\n
من جهة أخرى فإنّ زيادة الدفع من أوروبا والدائنين ستدفع دولاً كثيرة أخرى لطلب ذلك.
\n
إن الواقع الدولي أوهى من بيت العنكبوت، ولذلك فإنّ هذا الذي يجري في داخل الدول العدوّة والمحاربة للأمة الإسلامية وما ستشهده قابل الأيام تزيدنا يقيناً بأن المستقبل لنا وليس لهم بإذن الله، وأنّ النصرَ صبرُ ساعة.
\n
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس إسماعيل الوحواح