الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق الاقتصاد الرأسمالي، تحلّ فيه المادة محلّ كل شيء حتى قيمة الحياة البشرية (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:

\n


وفقا للأخبار التي نشرتها صحيفة \"لا تايمز\" في 10 أيار/مايو 2015، أن امرأة من بنغلاديش وضعت طفلها في مرحاض مصنع الأحذية الذي تعمل فيه والذي رفض أن يعطيها إذنا لكي تضع مولودها. المرأة حميدة أختر نجت، لكن مولودها توفي عند وصوله إلى المستشفى القريب. وقال المسؤولون في \"كالياكير أوبازيلا\" حيث يقع المصنع واسمه \'أبيكس للأحذية\' أن \"أختر\" طلبت إذنًا بالمغادرة لأنها لم تكن على ما يرام، ولكن تم رفضه من قبل المشرف عليها \"راتان مياح\". وقد عُثر عليها في وقت لاحق مع مولودها في مرحاض المصنع..

\n

 

\n

التعليق:

\n


هذه الحادثة المؤلمة التي وقعت في مصنع الأحذية في بنغلادش تكشف بشكل فاضح وسافر أن تحرير المرأة وحقوقها ليست سوى شعارات فارغة في ظل النظام الرأسمالي. حقوق الإنسان ليس لها أي قيمة في الواقع، حيث تُضطر امرأة إلى وضع مولودها في مرحاض المصنع بعد شكواها من آلام المخاض وطلب إذن للخروج لوضع وليدها، فيتم رفض طلبها من المشرف عليها لأنه ببساطة في النظام الرأسمالي الربح يفوق القيمة الإنسانية.

\n


تشكل النساء حوالي 90% من نسبة العمال في بنغلاديش، ويمكن وصفهن بأنهن إماء العصر الحديث، حيث يُجبرن على العمل في بيئة تحرّش مستمر وإذلال واستغلال وإيذاء بسبب أوضعاهن المالية وفقرهن المدقع. عندما تجني الشركات متعددة الجنسيات مثل \"وول مارت\" وجي سي بيني و\"زارا\"، و\"H&M\" و\"GAP\" وغيرها مليارات الدولارات من الإيرادات سنويًا من خلال استغلال اليد العاملة الرخيصة في بنغلادش وأصحاب المصانع المحلية المشغولة بتحقيق أرباح ضخمة، لا تحصل هذه المرأة الفقيرة التي تعمل بشكل روتيني حدّ الموت لساعات طويلة، إلا على ما لا يزيد عن 40 إلى 55 دولار شهريًا (أقل من 2 دولار يوميًا) وهو مبلغ غير كاف لتلبية احتياجاتهن الإنسانية الأساسية وإطعام أسرهن. ليس هذا فحسب، بل يضطررن في أغلب الأحيان إلى العمل في بيئات خطيرة للغاية يمكن أن تودي بحياتهن. بعد انهيار مجمع رانا لازا المعروف في 24 نيسان/أبريل 2013 الذي أسفر عن وفاة مأساوية لأكثر من 1100 عامل، معظمهم من النساء والفتيات الصغيرات، قال أحد الناجين أنهم أجبروا على العمل من قبل رؤسائهم وتم تهديدهم بحجب رواتبهم الشهرية في يوم الانهيار على الرغم من الشقوق على الجدران التي كانت واضحة للعيان. هذا الفعل الشنيع هو نتيجة مباشرة للقيمة المادية البحتة حيث المادة تنسخ كل شيء حتى قيمة الحياة.

\n


الحقيقة هي أن بنغلاديش مثلها مثل أي دولة علمانية ديمقراطية أخرى اقتصادها رأسمالي، يتم توزيع المال فيها بين عدد قليل من الرأسماليين الأًثرياء، بينما تفشل الدولة في تلبية الاحتياجات الأساسية لمئات الآلاف من هؤلاء النساء الفقيرات العاجزات اللاتي أجبرهن كسب المال على الخوض في سبل العيش في بيئة استغلالية وأوضاع بائسة مثل الحمل المبكر. إن حكومة بنغلاديش تركتهن بدون أي دعم مالي وغضت الطرف عنهن في صراعهن اللاإنساني اللامتناهي.

\n


نحن بحاجة لفهم السبب الجذري لجميع مشاكل هؤلاء العاملات وأنه يكمن في طبيعة النظام الاقتصادي الرأسمالي، وكذلك طبيعة إنسانية القيم الرأسمالية التي تسمح بتراكم الثروة بكميات هائلة في أيدي قلة قليلة ويبقى بقية السكان في الفقر المدقع. إن هذا يخالف تماما وضع المرأة في ظل النظام الاقتصادي الإسلامي، الذي تطبقه دولة الخلافة، حيث ستضمن جميع الحاجات الأساسية لكل فرد من رعاياها رجالا ونساء على حد سواء عن طريق إنشاء اقتصاد مزدهر وعادل على أساس توزيع الثروة وتداولها داخل المجتمع.

\n


علاوة على ذلك، فإن الخليفة يضمن النفقة على كل امرأة من أقاربها من الذكور أو من الدولة بحيث لا تضطر المرأة إلى الخروج لكسب قوتها فيتم استغلالها. تضمن الخلافة أيضًا جميع الحقوق المالية والقانونية والاقتصادية للمرأة المسلمة التي قدمها لها الله سبحانه وتعالى بما في ذلك النفقة والمهر والميراث وما إلى ذلك،. وأظهرت السجلات القضائية لدولة الخلافة العثمانية مستوى الازدهار الاقتصادي الذي تمتعت به النساء المسلمات في ظل الشريعة الإسلامية والتي سمحت لهن بالقيام بالعديد من الأعمال الخيرية مثل إنشاء المدارس والكليّات والمساجد والمطابخ والمستشفيات، الخ. وأخيرا على عكس القيم الهدامة مثل المادية البحتة والنزعة الاستهلاكية، فإن الخلافة تغّذي التقوى والخوف من الله بين رعاياها وستكون الحاجز الرئيسي ضد جميع أنواع الاستغلال والاستعباد من الرجال والنساء في مجتمع عظيم.

\n


﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾

\n

 

\n

 

\n

 

\n

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فهميدة بنت ودود

آخر تعديل علىالإثنين, 07 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع