- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
نشرت اليوم السابع بتاريخ 26/10/2015 خبرا جاء فيه:
"في تقرير مهم لمرصد الأزهر الشريف، حصل "اليوم السابع" على نسخة منه، أكد أن التحالف مع جيوش غير مسلمة لمواجهة الجماعات المتطرفة وإن كانت مسلمة "جائزة"، ما دامت ليست من قبيل الاستعانة بالمشركين على المسلمين طلبا لخذلان المسلمين. وقال مرصد الأزهر، في تقريره، إن من مقاصد الشريعة الإسلامية عمارة الكون، ولتحقيق هذا الهدف تمت الاستعانة بغير المسلمين فى نواحٍ عديدة، حيث استعان بهم في النواحي الإدارية والكتابية، والصناعية والقتال وغيرها. وأوضح المرصد، أن الرسول r استعان حينما هاجر إلى المدينة برجل مشرك ليدله على الطريق، وكان له غلام يهودي يخدمه بالمدينة، ولما قدم إلى المدينة كتب معاهدة بين المسلمين واليهود جاء فيها: (وأن بينهم النصر على من داهم يثرب)، ولما توجه رسول الله إلى مكة عام الحديبية ووصل إلى ذي الحليفة أرسل عينا له من خزاعة يأتيه بخبر قريش، وكان ذلك الرجل مشركا".
التعليق:
لم يعد الأمر غريبا أو مستهجنا أن نسمع فتاوى مثل هذه الفتيا التي لم تستند لشيء صحيح من الإسلام، ولم يعد غريباً على الأزهر أن يصدر مثل هذا الهراء بعد أن أصبح أداة من أدوات أمريكا وعملائها تروج بها أمريكا سياساتها الاستعمارية في المنطقة، وأصبح الأزهر وكأنه جزء من الإدارة الأمريكية يعمل على إلباس قرارت الأمريكان لباس الحلال والواجب حتى كادوا يقولون أن التقرب للأمريكان فيه رضوان الله!
فها هو الأزهر يجعل قتل المسلمين والتآمر عليهم وقصفهم بالبراميل المتفجرة والصواريخ المدمرة التي تأتي من أمريكا وروسيا من مقاصد الشريعة، وأن هذا ليس من قبيل الاستعانة بالمشركين على قتل المسلمين، ونسي قول رسول الله r «إنا لا نستضيء بنار المشركين»، وأنه r رفض أن يستعين ببني قينقاع في قتال المشركين. فكيف يستعينون هم بالمشركين في قتال المسلمين؟!
إن كل ما ساقوه من أدلة متعلقة بموضوع الاستعانة بالأفراد من المشركين أو بكيان لا راية له بل يقاتل تحت راية المسلمين وهو في هذه الحالة يقاتل مع المسلمين كأفراد، أما أن تتخذ أمريكا قرارا بأن من يدعو للإسلام ومن يعمل لقيام دولته متطرفا وإرهابيا ثم تقرر قتالهم بكل ما معها من قوة وترفع راية محاربة الإسلام وأهله وندخل نحن المسلمين تحت هذه الراية فتلك حرب على الله ورسوله والمؤمنين.
ونقول للأزهر أين كانت فتاويكم ومبادراتكم منذ حوالي خمس سنين قتل فيها بشار مئات الآلاف من المسلمين؟! لماذا لم تنتفض نخوتكم وتغلي الدماء في عروقكم وتأخذكم الغيرة على دماء المسلمين وأعراضهم؟!
يبدو أن أمريكا قررت إقحام مصر في حربها داخل سوريا فأوعزت إلى رجلها في مصر أن يهيئ الرأي العام لهذا، وهو بدوره أصدر قرارا للأزهر كي يقوم بدوره وهو في جهة أخرى يشتري سلاحا من الشرق والغرب بشكل لافت للنظر!
يا أهل الكنانة، احذروا من هذا المكر الذي يمكره الغرب وأعوانه يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون وخدم لهم، واعلموا أن نصرة إخواننا المستضعفين واجب وأن الإعانة عليهم ولو بشق كلمة حرام، ولا تسمعوا لمن باعوا دينهم بعرض قليل من الدنيا. ويا رجال الأزهر اتقوا ربكم واعلموا أنكم واقفون بين يديه وسيحاسبكم على النقير والقطمير، وسوف يتبرأ منكم أوباما والسيسي، وأذكركم بقوله تعالى ﴿يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حامد عبد المعين - مصر