- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرت وسائل الإعلام العالمية أن رئيس "ميانمار" "ثين سين" - المنشغل في الوقت الراهن بالانتخابات التي تنعقد في تشرين الثاني/نوفمبر القادم - ذكر في قائمة إنجازاته، السياسات القمعية التي اتخذها للتضييق على الأقلية المسلمة؛ وذلك دعامةً لجذبِ الأصوات البوذية للفوز بفترة رئاسية جديدة.
خبر وتعليق
عندما يكون اضطهاد المسلمين وتعذيبهم إنجازاً انتخابياً!
الخبر:
ذكرت وسائل الإعلام العالمية أن رئيس "ميانمار" "ثين سين" - المنشغل في الوقت الراهن بالانتخابات التي تنعقد في تشرين الثاني/نوفمبر القادم - ذكر في قائمة إنجازاته، السياسات القمعية التي اتخذها للتضييق على الأقلية المسلمة؛ وذلك دعامةً لجذبِ الأصوات البوذية للفوز بفترة رئاسية جديدة. وقد أكدت وسائل الإعلام أن فترة الرئيس خلال السنوات الخمس الماضية شهِدت العديد من التمييز والعنصرية، والاضطهاد ضد المسلمين، علاوة على منع المنظمات الإسلامية من التدخل لحل الأزمة، فضلاً عن استرضاء الجماعات البوذية المتطرفة بتقنين العنصرية والتمييز على الأساس الديني والعرقي، خاصة ضد المسلمين المحرومين من الحقوق والجنسية. (وكالة أنباء أراكان)
التعليق:
إنه لمما يجعل القلب يعتصر ألماً، والعين تبكي دماً بدل الدمع، أن دماء المسلمين أصبحت جسراً تمرر عليه المؤامرات والمخططات الاستعمارية في الشام واليمن وليبيا وفي غيرها من بلاد المسلمين، بل إن الأدهى والأمر أن يكون سفك دماء المسلمين وانتهاك أعراضهم والتضييق عليهم وإجبارهم على الهجرة واللجوء هرباً من الظلم والإجرام الذي يتعرضون له على يد البوذيين "إنجازاً" يتغنى به الرئيس البورمي، ويأمل أن يعاد انتخابه لتحقيقه إياه!
لقد كانت سنوات حكم ثين سين حافلة بالسياسات القمعية والظلم والاضطهاد والتمييز بحق مسلمي الروهينجا، ففي عهده تفاقمت معاناة الروهينجا حيث لم يتم منحهم الجنسية وأجبروا على العيش في مخيمات تشبه السجون، كما حرموا من التعليم والرعاية الصحية وغيرها من الحقوق الأساسية. كما تحدثت التقارير الحقوقية والإعلامية عن منع مسلمي الروهينجا من أداء شعائرهم الدينية كالصلاة الجماعية وصيام رمضان...إلخ، إضافة إلى عمليات الاختطاف والاعتداء الجنسي والعنف التي تتعرض لها المرأة الروهينجية على يد البوذيين وتجار البشر والجيش البورمي، وفي عهده أيضاً صدرت عدة قوانين عنصرية بحق مسلمي الروهينجا إرضاء للرهبان البوذيين المجرمين، ومن هذه القوانين قانون الميلاد وهو قانون ينص على إنجاب الأطفال بفارق ثلاثة أعوام بين كل طفل وآخر، وهذا القانون جاء تحت ضغط من الرهبان البوذيين المتشددين الذين يعتبرون أن المسلمين لديهم معدلات إنجاب مرتفعة وسيفوقون الغالبية البوذية في البلاد عددًا في نهاية المطاف، ومن القوانين العنصرية أيضاً قانون تغيير الأديان والذي ينص على أن أي مواطن بورمي يخطط لتغيير دينه عليه أن يسعى للحصول على سلسلة من الموافقات من الممثلين المحليين للدوائر الحكومية، وتشمل هذه الموافقات، موافقة وزارة الشؤون الدينية، والتعليم، والهجرة والسكان، وشؤون المرأة، إضافة إلى أن المقدم لتغيير دينه عليه الانتظار لمدة 90 يومًا؛ لكي يتم منحه الإذن بالموافقة، على أن يعاقب المخالفون بالسجن لفترة تصل إلى عامين. وكذلك وقع سين مشروع قانون يحظر تعدد الزوجات.
وقد عبر الراهب البوذي آشين ويراثو (الزعيم الروحي للحركة المناهضة للمسلمين في بورما، ويشتهر بخطبه المعادية للمسلمين، ووصفه لهم بـ العدو) عن ابتهاجه بهذه القوانين العنصرية حيث قال: "إنه بات يشعر بنشوة الانتصار بعد موافقة الحكومة على قوانين مثيرة للجدل تمنع الزواج بين الأديان والتحول الديني، ومنعها مؤخرا المسلمين من الترشح للانتخابات البرلمانية".
فإلى أي حال من الذل والهوان وصلت أمة الإسلام حتى بات تعذيب المسلمين واضطهادهم إنجازاً يتغنى به؟!
أمتي هل لك بين الأمم منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي... مطرق خجلا من أمسك المنصرم
ويكاد الدمع يهمي عابثا ببقايا... كبرياء... الألم
لم يكن البوذيون ولا حكومة بلادهم ليتجرؤوا على اضطهاد المسلمين وتعذيبهم، فضلاً عن التغني والافتخار بجرائمهم، لولا غياب الدولة التي تذود عنهم وتصون أعراضهم، ولولا الصمت والتخاذل والتآمر من حكام المسلمين، خاصة دول الجوار، الذين رفضوا استقبال إخواننا الروهينجا الفارين بدينهم وأنفسهم وأعراضهم، وتركوهم فريسة لتجار البشر، الذين كدسوهم في قوارب متهالكة غرق عدد كبير منها، وهم بذلك ينطبق عليهم قول الشاعر:
لا يلام الذئب في عدوانه إن يك الراعي عدوَّ الغنم
فاللهم إنا نسألك أن تفرج كرب إخواننا في ميانمار، وأن تنتقم لهم ممن ظلمهم وعذبهم وتآمر عليهم، اللهم هيئ لأمة الإسلام قائداً ربانياً كعمر وصلاح الدين ومحمد الفاتح يجمع شملهم ويوحد كلمتهم ويعيد لهم عزتهم وكرامتهم. اللهم آمين
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: براءة مناصرة