- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
خبر وتعليق
غطرسة يهود بين تخاذل الحكام وصمت العلماء وتحييد الجيوش
الخبر:
" مشعل يطالب بضغط روسي لوقف انتهاكات إسرائيل...
ذكرت الجزيرة نت بتاريخ 2015/10/17 أن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل قد طالب روسيا بالضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها في الأراضي الفلسطينية.
وذكر الموقع الإلكتروني الرسمي لحماس أن مشعل أجرى اتصالا هاتفيا مع ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، شرح خلاله تفاصيل الاعتداءات والانتهاكات التي يقوم بها جيش الاحتلال في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.
وطالب مشعل أن تمارس روسيا جهودها بحكم وزنها الدولي من أجل الضغط على القيادة الإسرائيلية لوقف انتهاكاتها وممارساتها العدوانية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته. وأكد - خلال اتصاله - أن الممارسات الإسرائيلية وتهويد المسجد الأقصى، وقتل الأطفال والنساء بدم بارد، هي من فجر غضب الشعب الفلسطيني وانتفاضته.
وعبر بوغدانوف عن انزعاجه مما يجري في الأراضي الفلسطينية، واعدا بأن تبذل موسكو جهودها في هذا الموضوع، وفق ما ذكر موقع الحركة."
التعليق:
في الوقت الذي يقتل فيه المسلمون شرقا وغربا وشاما وعراقا نرى كثيرا من المسلمين لاهين عن مصائب وقضايا أمتهم وعن جراحها النازفة، وعن يد الغدر والحقد التي تعبث وتعيث فيها قتلا وتشريدا وعجرفة قد فاقت حد الوصف، متنصلين من مسؤولياتهم، عازفين بأنفسهم عن حق المستضعفين عليهم بنصرتهم، والزحف لنجدتهم وإنهاء معاناتهم..
فها هي فلسطين وقضيتها والتي تعتبر أم القضايا وبوصلة الأمة ومحط نظرها، فلسطين التي كتب تاريخها بدماء الصحابة وأتباعهم القادة المجاهدين الفاتحين المحررين، والتي ما لبثت بعد عصور العزة والمنعة والذود عن الديار والحياض وبعد هدم الخلافة حتى ترجع تحت حراب الاستعمار والذلة والقهر على يد يهود من جديد، حيث تمالأ الكفار مرة أخرى وتآمر الصليبيون واليهود جميعا لوضع فلسطين في قبضة اليهود في جريمة من أفظع جرائم العصر، بتهجير شعب من أرضه وإقامة كيان مسخ لقيط مكانه وعلى ترابه..
وقد لاقى المسلمون في فلسطين تحت سطوة حكمهم وغطرستهم صنوفا من العذاب، من التهجير والاضطهاد والقتل والاستيطان واستنزاف الناس حقوقهم... وصولا لتدنيس المقدسات وانتهاك الأعراض والحرمات، وقتل أبناء المسلمين بدم بارد دون عذر أو مقدمات.. ففي انتفاضة وهبة جاءت كردة فعل لانتهاكات كيان يهود الغاصب تتجدد المعاناة وتفتح الجروح التي ما لبثت أن اندملت لتتقرح من جديد..
وفي ظل هذه الظروف التي تعصف بهذا البلد المسلم والمؤامرات التي تدبر لقضيته لاستنزافها وتقزيمها وتسييجها بجدار الوطنية المقيتة البغيضة ليخلى بينها وبين أصحابها دون تدخل من الأمة لنجدة بضع من جسدها ودفع الظلم ورفع القهر عنها... تهدر الدماء وتسيل وتصادر الحقوق وتستغل التضحيات وتضيع في أروقة التنازلات وعلى طاولات المفاوضات، ليقال بكل بساطة نحن نمد يدنا للسلام...
وبالرغم من أن القضية محسومة وحلولها معروفة ومعلومة، فإن هناك من يسلكون في قضية فلسطين مسالك المبادرات والمفاوضات والمؤتمرات التي تترنح يمنة ويسرة بشعارات زائفة من العلمانية والوطنية والقومية والتي تعد ولا تنجز، وتقول ولا تفعل، وتشجب دون خطوات عملية جادة...
فيأتي استنصار مشعل على يهود بروسيا الملحدة بحجة إلقائها بثقلها السياسي للضغط على كيان يهود ليتوقف عن إجرامه في حق أهل فلسطين، يأتي كالصاعقة التي أودت بأحقية الأمة وجيشها بالاستنصار والاستغاثة..
ولنُرِ مشعل لعله لم ير ولم يسمع عن إجرام روسيا وكيف استخدمت ثقلها السياسي في اضطهاد المسلمين كحرمانهم حقهم بمحاكمة مجرمي حرب البوسنة.. حيث كان موقف روسيا غير الإنساني هو استخدامها قرار الفيتو ضد الاعتراف الدولي عن طريق الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بالمجزرة التي تعرض لها مسلمو البوسنة عام 1995، فقد استخدمت روسيا يوم الجمعة 10 تموز/يوليو 2015، حق النقض الفيتو ضد قرار في مجلس الأمن يدين المجزرة، التي أسفرت عن مقتل نحو 8 آلاف مسلم بوسني من قبل الميليشيات الصربية...
وكيف ننسى وقوف روسيا أيضا إلى جانب انقلاب السيسي وتأييدها له، بالرغم من ارتكابه المجازر والمذابح في ميداني رابعة والنهضة وغيرها من الميادين المصرية، بعد انقلاب 3 تموز/يوليو 2013، بل وسعي بوتين لفتح صداقة جديدة مع نظام السيسي في اللحظة التي أبدى العالم الغربي المخادع خجله من دعم انقلاب السيسي علانية في الأشهر الأولى للانقلاب، وما لحقه من مذابح ومجازر شاهدها العالم أجمع في بث حي ومباشر على شاشات التلفاز..
ويتكرر مجددا موقف روسيا في سوريا، فبعد كل المذابح البشرية التي يقوم بها نظام بشار الأسد والميليشيات الطائفية لم تتوان روسيا عن قبولها تشكيل تحالف دولي تقف فيه إلى جانب النظام البعثي المجرم، بل وتدعو العالم إلى الوقوف إلى جانبه، بحجة محاربة الجماعات الإرهابية، وها هي تضرب وتقتل وتفتك بأهلنا في الشام.. أطفالا ونساء وشيوخا..
نعم هذه هي المواقف المشرفة التي تثمنها وتحسبها حركة المقاومة حماس وقيادتها لروسيا فتستنجد بها وتطلب عونها للضغط على كيان يهود بالتراجع والالتزام بالمواثيق الدولية والمعاهدات الخيانية والسلام المزعوم.. فأي سلام بعد آلاف القتلى من الأطفال والنساء بلا ذنب؟! أي سلام بعد عشرات الآلاف من الجرحى وكثير منهم معاق طوال حياته؟! أي سلام ومعاهدات بعد هدم البيوت فوق أهلها؟! أي سلام والسجون مكتظة بالآلاف من الرجال والنساء وحتى الأطفال؟! أي سلام وهم يتوغلون في مدننا ويدنسون مقدساتنا وينتهكون حرماتنا وأعراضنا؟!...
فمفاوضات الاستسلام لا تزيد اليهود إلا غطرسة وعدوانا، ولا تورثنا إلا ذلا وهوانا، ولأن مشكلة فلسطين والأقصى قضية إسلامية بحتة.. وليست مشكلة أهل فلسطين أو العرب وحدهم، بل قضية الأمة جمعاء.. فليس من حق كائن من كان أن يساوم عليها، أو يتنازل عن شبر منها، أو يفاوض على دماء أبنائها، أو يطلب العون ويستنصر باسمها من عدوها..
فالسبيل الأوحد والحل الجذري لقضية فلسطين وإنهاء الصراع وإدارته مع يهود هو اقتلاعهم من جذورهم وتبديد كيانهم وقض مضاجعهم وتشتيت أحلامهم بجيش جرار يأتي زاحفا محررا لأرض المسرى من دنس يهود وغطرستهم وإجرامهم... فإذا كانت هبة شبابية بصدور عارية وأسلحة بدائية قد أحدثت الرعب وزلزلت الأرض من تحت أقدامهم فما بالنا بزحف الجيوش وهي مدججة بأسلحتها، بطائراتها ودباباتها، وبعقيدة الجهاد والاستشهاد تتملكها، فارة إلى الموت في سبيل الله ومقدساتها... فلنعلم يقينا أن هذا هو طريق الخلاص ولا سبيل لزعزعة هذا الكيان الجرثومي إلا بالقضاء عليه قضاء مبرما ينهي وجوده... جيش بعدته وعتاده وإيمانه..
لذلك كان الأولى بمن ناشد روسيا الملحدة أن يوجه النداء ويستغيث ويستنصر بأبناء الأمة وجيوشها الرابضة في ثكناتها والتي يكاد الغبار يغير ملامح أسلحتها، فهذا هو السبيل وهذا هو طريق التحرير والتغيير...
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رائدة محمد