- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
صرّحت وزيرة الشئون الخارجية الهندية (سوشما سواراج)، في التاسع من كانون الأول/ديسمبر 2015م، على هامش مؤتمر قلب آسيا، أن الهند وباكستان قد قررتا استئناف الحوار بينهما،
استئناف المباحثات مع الهند خطة أمريكية لإضعاف الأمة
الخبر:
صرّحت وزيرة الشئون الخارجية الهندية (سوشما سواراج)، في التاسع من كانون الأول/ديسمبر 2015م، على هامش مؤتمر قلب آسيا، أن الهند وباكستان قد قررتا استئناف الحوار بينهما، حيث قالت: "لقد حان الوقت لكي تمارس باكستان والهند أعمالًا تجارية مع بعضهما البعض... العالم كله يراقبنا، ويجب علينا ألا نخيب آماله" وقالت أيضًا: "لا يمكن أن تستفيد أفغانستان أكثر من الوصول الكامل والمباشر إلى الأسواق الهندية لتمكينها من الاستفادة من نظام الرسوم الجمركية"، وفي الختام أشارت "سواراج" إلى طريق "جراند" التاريخي الذي شُيّد من قبل "شير شاه سوري" منذ 450 عامًا، والذي يربط بين كولكاتا وكابول، وأضافت: "هذا الطريق موجود لغاية اليوم، وهو يذكرنا بمصيرنا المشترك."
التعليق:
زيارة وزيرة الشئون الخارجية الهندية إلى باكستان وتعليقاتها بشأن السلام والحوار فاجأت الجميع تقريبًا في باكستان، لأنه ومنذ 26 من أيار/ مايو 2014م، أي منذ تولي حزب بهاراتيا جاناتا السلطة في الهند، كانت حكومة مودي عدائية جدًا تجاه باكستان، ما أسفر عن مقتل مدنيين وجنود عبر خط السيطرة بين كشمير المحتلة وباكستان، وهي الحدود الفعلية المجاورة، وقد تم إلغاء لقاءات على مستوى وزراء الخارجية. ومع ذلك، لم تكن هذه هي الحادثة الأولى التي تفاجئ المراقبين السياسيين، فقبل زيارة سوشما، تبادل رئيس الوزراء الباكستاني (نواز شريف)، ونظيره الهندي (نارندرا مودي)، في 30 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2015م، المجاملات على هامش المؤتمر الواحد والعشرين للأمم المتحدة لتغير المناخ في باريس، والذي أعقبه محادثات مستشاري الأمن القومي الهندي والباكستاني في بانكوك، في السادس من كانون الأول/ ديسمبر 2015م، في مؤتمر صحفي مشترك بين وكالة الأمن القومي الباكستاني، بقيادة الفريق الركن المتقاعد (نصير خان جانجوا)، ووزير الخارجية الباكستاني (عزيز أحمد شودري)، والهندي (جاشينكار)، الذين قالوا في المؤتمر أن المباحثات "غطت قضية السلام والأمن والإرهاب وجامو وكشمير، وغيرها، بما في ذلك الهدوء على طول خط السيطرة"، وقد أثار هذا الاجتماع من قبل مستشاري الأمن القومي الدهشةَ أكثر من اجتماع نواز ومودي؛ لأن الجنرال رحيل أعرب قبل هذا الاجتماع في وسائل الإعلام أنه ليس مع سياسة نواز المتعلقة بالملف الهندي، بل وكان يزعم أنه يريد موقفًا قويًّا من الجانب السياسي للحكومة، ولكن بعد تعيينه اللفتنانت الجنرال "المتقاعد" (نصير خان جانجوا)، وهو مساعد مقرب منه، مستشارًا للأمن القومي، تكشف أن الجنرال رحيل لا يهتم بمشاعر أهل باكستان المناهضة للهند.
هذه البداية المفاجئة للقاءات بين الخصمين اللدودين ليست بدافع ذاتي منهما، بل هي بدفع من أمريكا، حيث ذكرت إحدى الصحف الناطقة بالإنجليزية في باكستان على صفحتها الأولى، في 11 من كانون الأول/ ديسمبر 2015م، تقريرًا ورد فيه أن "البلدين، وبمساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، تقدما سريعًا في الأيام العشرة الماضية، لإذابة الجليد في باريس، والتوصل لاتفاق في إسلام أباد؛ لاستئناف الحوار بعد توقف دام ما يقرب من عامين.
بعد تغيير الهند لموقفها، أعلنت السعودية عن تشكيل تحالف عسكري من 34 بلدًا إسلاميًا لمحاربة "الإرهاب" في سوريا والعراق وأفغانستان وليبيا، وليس مفاجئًا أن تكون باكستان جزءًا منه؛ لأن الجنرال رحيل قد قام بالفعل بعدة زيارات إلى السعودية في تشرين الأول/ أكتوبر هذا العام. لذلك يبدو أن الخونة في القيادة السياسية والعسكرية الباكستانية أرادوا تبرير مهمة اشتراكهم في الحلف العسكري بأن الجبهة الهندية باردة ولا حاجة للحشد إلى الحدود الشرقية، من أجل ذلك أمرت أمريكا الهند بالتخفيف من حدة الخطاب العدواني بشكل كبير وعلى الفور. أما الهند، فإن تغير موقفها المفاجئ ليس من دون مقابل، فقد كان أجرها السماح لها بتدشين خط أنابيب الغاز الواصل بين تركمانستان وباكستان وأفغانستان والهند "TAPI"، وهو خط مهم جدًا للاقتصاد الهندي، فهي بحاجة ماسّة للطاقة، ويفتح لها أسواق المسلمين من لاهور إلى آسيا الوسطى.
إن أي مراقب للتنافس بين باكستان والهند يعلم أن باكستان لن تحصل على أي شيء من الحوار مع الهند، فالهند لن تترك كشمير، أو سياتشن، أو سير كريك، أو تحل أية مسألة أخرى مثيرة للقلق؛ لأن أمريكا لن تسمح بذلك أبدًا. إن الطريق نحو التقدم والازدهار الاقتصادي يكمن في توحيد باكستان وبنغلادش وأفغانستان وبلدان آسيا الوسطى في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي ستشكّل قوة اقتصادية وعسكرية قوية ومهيمنة في المنطقة، وعندها فإن حاجة الهند للطاقة لن تمكنها من الاحتفاظ بكشمير وسياتشن وسير كريك. ويمكن القيام بهذا بسهولة جدًا، فالمسلمون في المنطقة لديهم رغبة قوية جدًا في الوحدة، ومع ذلك، فإن الأمر بحاجة إلى بعض أبناء الأمة المخلصين في القوات المسلحة الباكستانية لاقتلاع الخونة في القيادة السياسية والعسكرية، وإعطاء النصرة لحزب التحرير؛ لإقامة الخلافة على منهاج النبوة.
﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شاهزاد شيخ
نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان