الأحد، 29 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/12/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
رئيس حزب يميني متطرف في النمسا يشكر بشار الأسد على مساعدته له في انتخابات 27/9/2015

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خبر وتعليق

 

رئيس حزب يميني متطرف في النمسا

 

يشكر بشار الأسد على مساعدته له في انتخابات 27/9/2015

 

 

 

الخبر:

 

وكالات - تمكن حزب الحرية النمساوي اليميني المتطرف من مضاعفة نتائجه في الانتخابات المحلية الحالية في ولاية النمسا العليا بفضل خطابه المناهض للاجئين. هذا الحزب اليميني المتطرف تمكن من الحصول على 30% من الأصوات في الانتخابات المحلية (بالمقارنة مع 16% قبل أربع سنوات)، نتيجة وجدها زعيم الحزب هاينز شتراخه "تفوق التوقعات". "هذا يدل على الثقة الساحقة، والتشجيع الساحق، التي ترجمت من خلال نتيجة تفوق أكثر التوقعات تفاؤلاً"، يقول شتراخه. الصعود المفاجئ لحزب الحرية النمساوي المعادي للهجرة وللإسلام في ولاية النمسا العليا ترافق مع تراجع كبير للحزبين الكبيرين الحاكمين، الاجتماعي الديمقراطي الذي نزل من 25 إلى 18%، والشعب المسيحي من 47 إلى 36%، اللذيْن طالما حظيا بالأغلبية في تلك الولاية. مما دفع رئيس حزب الأحرار هاينز شتراخه للتبجح بكل وقاحة بالقول "أشكر الديكتاتور بشار الأسد على إرساله للاجئين السوريين الذين تسببوا في هذه النتيجة!".

 

الأنظار تتجه الآن إلى الانتخابات المحلية التي ستقام في العاصمة فينا، حيث ترشح هاينز شتراخه رئيس الحزب اليميني المتطرف ليشغل منصب العمدة فيها. في الأشهر الأخيرة أصبحت النمسا نقطة عبور مفضلة بالنسبة للاجئين الفارين من الصراعات في الشرق الأوسط والذين ينشدون الوصول إلى شمال أوروبا، على وجه الخصوص ألمانيا. النمسا فتحت أبوابها واستقبلت اللاجئين بكل حفاوة.

 

 

التعليق:

 

حولت ثورة الشام أوروبا إلى مسرح لتبادل الشتائم والتظاهرات والتهم بين سياسييها خاصة وأحزابها عامة. فبينما أحرج اللاجئون الحكومات الأوروبية وكشفوا زيف ادعاءات الإنسانية وحقوق الإنسان فيها، دفعت أخبارهم المحزنة سواءٌ الغارقون في البحار أم الذين قُضي عليهم في الشاحنات وغيرها، دفعت الشريحة المثقفة في المجتمع الأوروبي للنقمة على حكوماتها وللخروج في تظاهرات عارمة خاصة في النمسا وألمانيا تطالب الحكومات بتنفيذ التزاماتها تجاه اللاجئين وتحقيق معنى الاهتمام بالإنسان وحقوقه، فما كان من المستشارة الألمانية والمستشار النمساوي إلا أن استجابا فوراً للشارع الغاضب ففتحا الحدود وأرسلا الجنود لاستقبال الوافدين المنهكين الهاربين من إجرام بشار المدعوم من النظام الدولي. ودعت المنظمات الاجتماعية كل من يتقن اللغة العربية من أهل البلاد للمساعدة في استقبال ومساعدة القادمين بالآلاف لبلادهم، فنشأت حركة مجتمعية نادرة الحدوث أظهرت أهمية وجود القيمة الإنسانية في المجتمع.


أغاظ هذا الوضع شريحة أخرى في أوروبا وهي التي تعادي الإسلام فاستغلتها الأحزاب المتطرفة وهي في جوهرها أحزاب نصرانية تتخذ من وجود المهاجرين عموماً والمسلمين خصوصاً في أوروبا بعبعاً تخيف به الناس وتهددهم بأنهم سيفقدون أعمالهم وسيخسرون المزايا التي يحصلون عليها من حكوماتهم بوصفهم رعاياها إن بقي "الغرباء" في بلادهم. واشتهر حزب الأحرار النمساوي FPO بعدائه السافر للمسلمين حيث يتخذ من شتمهم وتحقير مقدساتهم أساساً في حملاته الانتخابية في النمسا، فهو من أطلق شعارات مثل "أوروبا أرض مسيحية" و"الإسلام لا مكان له هنا"، ومرشحوه كانوا يشتمون القرآن والرسول الكريم e، حيث وصفت مرشحة له في مقاطعة شتاير مارك الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه مغتصب للأطفال لأنه تزوج طفلة هي السيدة عائشة رضي الله عنها، حسب زعمهم، وللأسف فإن الهيئة الرسمية الممثلة للجالية الإسلامية في النمسا لا تحرك ساكناً لمواجهة هذه الشتائم لأنها جزء من المنظومة السياسية الأوروبية وتقوم بدورها في تحويل الإسلام إلى إسلام أوروبي.

 

وهكذا  قام هذا الحزب، الذي اتُهم مرات عدة بأنه يتخذ شعارات نازية ويرفع هتافات مشابهة لهتافات هتلر، بالتهجم على الإسلام والمسلمين وعلى سياسة الحكومة المساعدة للاجئين وأرعب الناس بأن اللاجئين سيصبحون الشعب البديل وستصبح أوروبا إسلامية من خلالهم. فحصد أصواتاً خيالية وصلت إلى 30%، وهذا يبين أن الشعب الأوروبي في حقيقته يكره المسلمين ولا يرغب بهم ولذلك يؤيد حكوماته في إرسالها لجيوشه إلى البلاد الإسلامية لقتلهم تحت مسميات محاربة الإرهاب.

 

إن أوروبا قد أصابها الوهن والترهل والشيخوخة فوجدت في اللاجئين ونضارتهم وشبابهم ضالتها كي يضخوا دماءهم في اقتصادها فينعشوها، بينما استغلهم اليمينيون المتطرفون في حملات الكراهية للحصول على مقاعد في البرلمان، وهكذا كشفت ثورة الشام مجدداً معدن الأوروبيين وحقيقتهم، وحقيقة زيف المبدأ الرأسمالي، وفي الوقت نفسه كشفت توجهاتهم التي نتج عنها بذر أسس الشقاق والتفكك في مجتمعاتهم وزادوها وهناً على وهن، فلا يهمهم ذلك طالما أنهم حصلوا على مبتغاهم من أصوات الناخبين وأشبعوا جشعهم بمقاعد برلمانية تحقق لهم المنافع والمزايا التي يحلمون بها.

 

﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ * لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس هشام البابا

 

 

آخر تعديل علىالخميس, 31 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع