- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أطلقت الولايات المتحدة يوم الأحد القاذفة B-52 في طلعة جوية على علو منخفض فوق أراضي حليفتها كوريا الجنوبية، في استعراض للقوة في أعقاب التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية الأسبوع الماضي.
قنبلة كوريا الشمالية الهيدروجينية وهمية، ولكن الإسلام حقيقة
(مترجم)
الخبر:
أطلقت الولايات المتحدة يوم الأحد القاذفة B-52 في طلعة جوية على علو منخفض فوق أراضي حليفتها كوريا الجنوبية، في استعراض للقوة في أعقاب التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية الأسبوع الماضي.
وقد أكد الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، أن التجربة التي أجريت في 6 كانون الثاني/يناير 2016 كانت قنبلة هيدروجينية. وقال إنها خطوة للدفاع عن النفس ضد تهديد الولايات المتحدة بالحرب النووية. وبعد أيام قليلة بثت بيونغ يانغ لقطات تظهر تجربة كوريا الشمالية إطلاق صاروخ باليستي من غواصة.
وقد أثار الاختبار النووي الأخير لكوريا الشمالية غضب كلٍّ من الصين، الحليف الرئيسي لها، والولايات المتحدة، على الرغم من أن خبراء الأسلحة والحكومة الأمريكية يشككون في زعم كوريا الشمالية أن الجهاز الذي فجر كان قنبلة هيدروجينية ويرون أن التجربة الصاروخية كانت وهمية. (المصدر: رويترز - 11 كانون الثاني/يناير 2016).
التعليق:
الواقع هو أن شكوك خبراء الأسلحة والحكومة الأمريكية حول زعم كوريا الشمالية صحيحة. فعلى الرغم من أن بيونغ يانغ لديها موارد وقدرات لإنتاج أسلحة عسكرية، إلا أن هذه التجربة كانت مجرد دعاية وليست حقيقية. لقد أطلقت كوريا الشمالية بعض الاختبارات، قبل سنوات ولم تحقق النجاح. ففي أيار/مايو وتشرين الثاني/نوفمبر عام 2015 قامت كوريا الشمالية بتجربة إطلاق صاروخ باليستي من نوع (The Bukkeukseong-1) من غواصة لكنها انتهت بالفشل. كما فشلت محاولة إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي لوضع قمر صناعي في المدار في نيسان/أبريل 2012.
قبل انهيار الاتحاد السوفياتي وسقوط جدار برلين، كان تهديد الأيديولوجية الشيوعية بارزا. فقد استخدمت الدول الشيوعية القوة العسكرية في نشر أيديولوجيتها، وبث فكرها. ومع ذلك، فإن الأيديولوجية الشيوعية ليس لها وجود الآن، واختبار كوريا الشمالية كان مجرد محاولة للحصول على انتباه العالم بوجودها وإظهار "قوتها" باعتبارها الدولة الشيوعية المتبقية.
إن الولايات المتحدة أبعد من أن تصدق أن القدرات التي تدعيها كوريا الشمالية يمكن أن تشكل خطرا على الدول المجاورة أو على الولايات المتحدة وروسيا. فالولايات المتحدة وروسيا لديهما قدرات أفضل لإنتاج الأسلحة العسكرية، وقد رأيناهما كيف يستخدمان أراضي المسلمين في سوريا وأفغانستان والعراق كمحطات اختبار لأحدث تقنياتهما الحربية. في الواقع فإن الولايات المتحدة لديها نحو 7000 رأس حربي نووي وهي كمية مماثلة لما تملكه روسيا.
إن العالم بما في ذلك الأمم المتحدة قد أدانوا التجرية التي أجرتها كوريا الشمالية لأنها تسببت في حدوث زلزال أو ربما إشعاع، وبأنها زادت حدة التوتر الأمني في المنطقة، ولكن الحقيقة أنها لم تؤدِّ إلى فقدان حياة أي إنسان، بينما نجد العالم يصمت عن آلاف الضربات الجوية التي تشنها قوات التحالف الأمريكي وروسيا في سوريا والتي تقتل المدنيين.
إن الصراع في شبه الجزيرة الكورية بين كوريا الشمالية والدول المجاورة تستفيد منه الولايات المتحدة في مواصلة نفوذها وسيطرتها في منطقة شرق آسيا. وإن التهديد الأمني الذي أثارته كوريا الشمالية يشبه التهديد الذي يحدث في بحر الصين الجنوبي، ضد الصين. ودائما ما تدعي الولايات المتحدة مسؤوليتها عن حماية حلفائها المقربين في المنطقة مثل كوريا الجنوبية واليابان.
إن الولايات المتحدة لن تقوم بقصف أو إطلاق غارة جوية على كوريا الشمالية لمجرد اختبار وهمي لصاروخ أو قنبلة هيدروجينية. فوجود كوريا الشمالية هو سبب مهم لوجود الولايات المتحدة في المنطقة. إن كوريا الشمالية تعاني بالفعل من مقاطعة العالم لها. والولايات المتحدة سعيدة بإبقاء الموقف كما هو والحفاظ على كوريا الشمالية باعتبارها تهديدا دائما ومستمرا للأمن في المنطقة.
إن الوضع مختلف في منطقة الشرق الأوسط، حيث أصبح الإسلام التهديد الأيديولوجي لأمريكا، كما أن الإسلام ينتشر بسرعة في أوروبا، كذلك فالدعوة إلى تطبيق الشريعة في بلاد المسلمين يرتفع صوتها أعلى من ذي قبل. لذلك فإن الإسلام كدين ومنهج حياة هو تهديد أكبر على الولايات المتحدة وأوروبا من قنبلة كوريا الشمالية الهيدروجينية. ويحاول الكفار الآن بقوة وقف هذا من خلال مهاجمة المسلمين، وخلق الكراهية، وإعطاء صورة سلبية عن الإسلام يوما بعد يوم، وتخويف الآخرين من الخطر المحتمل من المسلمين، والمنحدرين من البلدان الإسلامية أو حتى من المتعاطفين معهم.
بغض النظر عما يحاول الكفار القيام به، فإن واجب المسلمين هو الثبات على دينهم وتطبيق الإسلام كاملا في الحياة ، ويجب أن يستمر هذا الجهد مهما كان التحدي.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد يوسف