- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
ما زال الإعلام الألماني يناقش خبر التحرشات الجنسية التي اتُّهم بها عدد من اللاجئين في ليلة رأس السنة في عدة مدن ألمانية. [صحف ألمانية عديدة]
حالات التحرش الجنسي في ليلة رأس السنة
الخبر:
ما زال الإعلام الألماني يناقش خبر التحرشات الجنسية التي اتُّهم بها عدد من اللاجئين في ليلة رأس السنة في عدة مدن ألمانية. [صحف ألمانية عديدة]
التعليق:
وهكذا يفتح الإعلام الألماني النار من جديد على جبهة اللاجئين المشردين بشكل عام وعريض ويصلب المهاجرين على الحائط جميعا. يستوي في هذا الجدال مَن نجى بنفسه مِن بطش السفاحين، وأولئك المجرمين الذين اندسوا في صفوف المهاجرين ليفسدوا عليهم حياتهم حيثما هربوا بعدما أفسدوا عليهم حياتهم في بلادهم، حتى ألجؤوهم للهجرة وترك ضيعهم وبساتينهم ومتاجرهم ليعيشوا في مخيمات أو معسكرات مغلقة مختلطة من كل الأجناس والأشكال وتحت ظروف أقل ما يعبر عنها أن نقول أنها قاسية.
السلطات الألمانية تعلم تماما أن هناك عدداً من الشبيحة انسدوا في صفوف المهاجرين، وهناك أعداد أخرى من الذين استغلوا فرصة انفتاح الحدود ليدخلوا لاجئين على اعتبار أنهم من سوريا المنكوبة بيد أنهم جاؤوا لمكاسب اقتصادية أو لأغراض فاسدة مفسدة مثل تجارة المخدرات أو الدعارة. ورغم علم السلطات بهذه الأصناف، إلا أنها لم تتخذ إجراءات وقائية ضدهم، بل تركتهم في مخيمات اللاجئين ومعسكراتهم ربما لتنتفع بهم يوما ما في قضايا أمنية أو استخباراتية.
عدد قليل من عديمي الأخلاق من المهاجرين شاركوا الكفار في احتفالات رأس السنة التي يعرف عنها الانفتاح والسكر والعربدة والانحلال الأخلاقي، فوجد هؤلاء الطائشون فرصة للتنفيس الغرائزي بصورة حيوانية. ولو كان الأمر فرديا لما لفت انتباه أحد لأنه من طبيعة مثل هذه الاحتفالات الجماعية أن يحصل فيها تحرش بل اعتداء جنسي بسبب الانفتاح والسفور. إلا أن الأمر تعدى ذلك واتخذ شكل عصابات تشارك في التحرش كما تحيط الضباع بالفريسة ليوقعوا بها، مما لفت أنظار الشرطة التي شددت الأمن واعتقلت عددا من الحاضرين لمجرد الشبهة بالمشاركة في الاعتداءات، وقصدت من خلال هذه الاعتقالات العشوائية تخفيف وتيرة الخوف الذي ساد بين النساء في تلك الليلة.
اللافت للنظر هو تعاطي الإعلام مع هذه القضية، وكأنه يتكسب ماديا من وراء فتح التحقيقات وإلقاء التهم ومحاكمة أصناف وجماعات، وهو يحاكي بذلك التوجه العام للمجتمع في ألمانيا المعادي لدخول اللاجئين أصلا، حتى لو كانوا كلهم رهبانا. وهكذا يبرز الدور الإعلامي مرة أخرى في قضية سياسية يوجه من خلالها الرأي العام ضد الأجانب، ويحقق مكاسب مادية على حساب الناس في عملية تضليل إعلامي متميز تذهب ضحيته عقولهم.
الأهم في الموضوع هو أن حالات الاعتداء الجنسي، وليس التحرش فحسب، والمدونة في جداول إحصاءاتهم في ألمانيا قبل دخول المهاجرين تفوق هذه الحالات أضعافا مضاعفة، ومع ذلك لا نجد لها في الإعلام ظهوراً أو حلقات نقاش لحل هذه القضية. وهذا يدل على أنه إعلام مادي نفعي مُسيَّس. والقلة القليلة من الذين يشاطروننا الرأي بضرورة قطع أصول هذه الحالات وتحميل السلطات مسؤولية الأخطاء التي تحصل في عملية الهجرة، هذه القلة لا يسمح لهم بالبروز بل تتم محاربتهم في رأيهم ونتاجهم الفكري.
إن هذه الأحداث تظهر فساد الرأسمالية ومبدئها القائم على أساس الحريات التي تفتح باب فساد عريض في المجتمع، لا يكاد أحد يقدر على غلقه بسبب وجهة النظر الفاسدة عن الإنسان والحياة السائدة في المجتمع الرأسمالي النفعي.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يوسف سلامة – ألمانيا