- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية: إن رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" دافع عن تحالف بريطانيا مع السعودية، بما في ذلك تقديم المساعدة للرياض في حملتها العسكرية التي تقودها ضد الانقلابيين باليمن.
التحالفات لها ما وراءها
الخبر:
قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية: إن رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" دافع عن تحالف بريطانيا مع السعودية، بما في ذلك تقديم المساعدة للرياض في حملتها العسكرية التي تقودها ضد الانقلابيين باليمن.
وأشارت الصحيفة إلى وصف رئيس الوزراء البريطاني للتحالف مع السعودية بالمهم لأمن بلاده، رافضًا اتهام السعودية بتمويل "داعش". كما ذكرت الصحيفة أن "كاميرون" ظل صامدًا في تحالفه مع السعودية، ودافع عن صادرات السلاح والدعم الاستشاري العسكري من لندن إلى الرياض في الحرب باليمن (حسب موقع براقش نت).
التعليق:
ليس جديداً أن تقف السياسة البريطانية بجانب النظام السعودي خاصةً والخليج عامة، فالنظام السعودي منذ تأسيسه وهو خادم مطيع لتاج بريطانيا، راعياً لمصالحه وساهراً على حماية شركاته العاملة في بلده، متفانياً في قتل أهله وجيرانه، مهدراً أسلحة وعتاد الأمة في غير موضعها.
إن علاقة النظام السعودي مع بريطانيا علاقة عمالة عتيقة بين سيد ومسود، ولكن هذه العمالة يشوبها أحياناً نوع من الفتور وذلك لما يحدث من متغيرات؛ إما سياسية على المستوى الرسمي، كما هو حاصل في هذه الفترة وبالذات منذ تولي سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في السعودية وهو أمريكي الولاء وعزله لأخيه مقرن بن عبد العزيز ولي عهده البريطاني الولاء، وتعيين محمد بن نايف ولياً للعهد وكذلك تعيينه لابنه محمد بن سلمان ولياً لولي العهد قاطعاً الطريق على عملاء بريطانيا من الوصول للحكم ولو على الأقل في المستقبل المنظور، وإما شخصية كاشتراط السعودية طرد المعارضين السعوديين محمد المسعري وسعد الفقيه اللذين قاما بطلب اللجوء إلى بريطانيا ويشنان حملة سياسية وإعلامية ضد النظام السعودي.
إن تزاحم أمريكا وبريطانيا في العالم عامةً وفي الشرق الأوسط خاصةً، ليظهر جلياً صراعهما على السيادة والنفوذ، وصولاً لتحقيق مصالح كل منهما، وعلى أيدي أهل كل بلد كأدوات لذلك، وبرعاية حكام البلاد العملاء. إن بريطانيا تقدّر وضع النظام السعودي الحالي، ولذلك فهي تعتمد أسلوب المراوغة والتحايل مع أعدائها من الأمريكان وعملائهم، وهذا واضح من خلال دعم رئيس الوزراء البريطاني لتحالفه مع السعودية، وذلك بتقديم المساعدة للرياض في حملتها العسكرية التي تقودها ضد الانقلابيين باليمن، لما تمثله السعودية من أهميةٍ في الإشراف على إحكام سيطرة بريطانيا على اليمن سابقاً ولاحقاً، كما تعتبر السعودية أكبر سوق لتصدير الأسلحة البريطانية بعدما عقدت صفقات بما قيمته 4 مليارات جنيه إسترليني خلال الأعوام الخمسة الماضية.
ولقد أبدى وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند استعداداً لبيع السعودية مزيداً من الأسلحة، حتى وإن كانت الرياض تستخدمها في الحملة العسكرية التي تقودها في اليمن. وأوضح هاموند أنه يدرك المزاعم بأن القوات السعودية ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان خلال عملياتها العسكرية في اليمن، لكنه قال إن ذلك لا يخالف معايير ترخيص التصدير، وإن صفقات الأسلحة توفر فرص عمل للبريطانيين، وأضاف في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": نسعى لمزيد من العمل مع السعودية، المزيد من الصادرات البريطانية يعني المزيد من الوظائف.
إن ما تقوم به دول الغرب من تحالفات مع حكام بلاد المسلمين العملاء حرام شرعاً، فإذا كان حكام بلاد المسلمين يسومون شعوبهم سوء العذاب، فكيف بكفارٍ قد وصفهم الله في محكم آياته عز وجل فقال تعالى: ﴿لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ﴾. إن ما تمليه علينا عقيدتنا تجاه أنفسنا هو العمل لإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، وتجاه الحكام العملاء بخلعهم، وتجاه الأجنبي بقطع يده عن التدخل في بلاد المسلمين، بل وحمل الإسلام إليهم رسالة هداية ورحمة بالدعوة والجهاد فقد عاثوا في الأرض الفساد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله القاضي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن