الجمعة، 18 صَفر 1446هـ| 2024/08/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تغييرات هادي في رأس السلطة استمرار للعبة الكراسي الموسيقية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

تغييرات هادي في رأس السلطة استمرار للعبة الكراسي الموسيقية

 

 

 

الخبر:

 

وكالات: قام عبد ربه هادي الأحد 25 جمادى الآخرة 1437هـ الموافق 3 نيسان/أبريل 2016م بإعفاء نائبه خالد بحاح، وتعيين نائب جديد له هو اللواء علي محسن الأحمر بعد أن كان قد عينه في وقت سابق نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة، وقام الرئيس اليمني أيضا بتعيين الدكتور أحمد بن دغر رئيساً جديدا للوزراء.

 

التعليق:

 

قبل حوالي أسبوع من الهدنة المعلنة من قبل الأمم المتحدة المتوقع بدء سريانها في العاشر من نيسان/أبريل الجاري، أتت هذه التعيينات الجديدة في رأس السلطة في اليمن، في أجواء التحضير لمفاوضات الكويت المزمع عقدها في 18 الشهر الجاري برعاية الأمم المتحدة.

 

ولم يكن أفضل المتفائلين يعول شيئاً على تلك المفاوضات، فهي قبل أن تبدأ، ما برح الطرفان يعلنان عن تمسكهما بموقفيهما من الحرب الدائرة بينهما منذ أكثر من عام، حكومة هادي تصرح بالتمسك بتطبيق القرار الأممي 2216 الذي يعني تسليم الحوثيين للأسلحة والانسحاب من المدن وعودة هادي إلى صنعاء، بينما يعلن الحوثيون أنهم ذاهبون إلى الكويت بدون أية شروط مسبقة.

 

وبهذا ليس من المتوقع أن يتوصل الطرفان في تلك المفاوضات إلى شيء يذكر، إلا أن تؤكد الأمم المتحدة بزعامة أمريكا على أن الحوثيين طرف سياسي ند للحكومة اليمنية وليس مليشيا انقلابية كما يحلو لحكومة هادي تسميتهم.

 

وكي تكتمل الطغية السياسية لموقف الحوثيين أعلن ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن كلا طرفي النزاع في اليمن قريب من التوصل إلى حل سياسي وأن المملكة تدفع باتجاه ذلك الحل، وأضاف سلمان في تصريحاته أن وفداً حوثيا يتواجد حاليا في الرياض، في إشارة واضحة إلى أن السعودية تشارك أمريكا في اعتبار الحوثيين طرفا سياسيا لا يمكن تجاهله في الحل السياسي القادم، بل صرح مندوب المملكة في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي أن الحوثيين سيكونون جزءاً من مستقبل اليمن. وبهذا يتضح الدعم السياسي اللامحدود الذي تعطيه السعودية ومن خلفها الولايات المتحدة للحوثيين، ورغم أن السعودية تقود قوات ما يسمى التحالف العربي ضد تحالف الرئيس المخلوع صالح مع الحوثيين، إلا أن معظم ضرباتها الجوية كانت تستهدف الجيش اليمني ومخازن أسلحته وهدم البنية التحتية العسكرية للجيش الموالي للرئيس المخلوع صالح، ويأتي تصريح محمد بن سلمان بأن بلاده تدفع باتجاه الحل السلمي، للضغط على حكومة عبد ربه هادي للقبول بالحوثيين ضمن نسيج السلطة في اليمن، فإذا أضفنا استقبال الرياض لوفد الحوثيين للتفاوض معه، إلى تلك التصريحات يتضح بما لا تخطؤه العين، الدعم السياسي السعودي للحوثيين بخلاف ما يروج له إعلام الطرفين.

 

ومن هنا جاءت تعيينات عبد ربه هادي الأخيرة لتكون ردا قاسيا للخيار الأمريكي السعودي، ذلك أن علي محسن الأحمر يملك من النفوذ الشيء الكثير في الأوساط القبلية المحيطة بصنعاء، بالإضافة إلى كونه قائدا عسكريا رفيعا في الجيش اليمني وما زالت القيادات العسكرية لذلك الجيش تدين له بالولاء، ما يعني أن تعيينه يؤدي إلى إضعاف الجبهة الحوثية في معركة صنعاء.

 

وهذا الأمر يؤيد إصرار حكومة هادي على الخيار العسكري، وتقف من خلفه الإمارات العربية، التي ذكرت بعض الصحف المحلية هناك أن الإمارات لديها خطة جاهزة لدخول صنعاء، ولن تكون الإمارات وحيدة في تلك المعركة، فكما أعلن عبد الملك الحوثي بعد معركة (تحرير) عدن، أن بريطانيا هي من قامت بذلك عن طريق الإمارات، فمن المتوقع أن يتكرر ذات السيناريو في معركة تحرير صنعاء.

 

خصوصا أن حكومة عبد ربه هادي تعلن حاليا عن جاهزية وحدات عسكرية مقاتلة جديدة تم إعدادها في محافظات تخوم صنعاء.

 

وبهذا يتضح أن الإنجليز يدعمون عبد ربه هادي في خيار الحسم العسكري الذي سيضعف كثيرا خصومهم الحوثيين.

 

ويأتي تعيين بن دغر رئيساً للوزراء لسببين؛ أولا كونه من أبناء الجنوب، فهذا التعيين يمكن أن يوجه عاطفياً لأبناء الجنوب فيتم تمثيلهم في أعلى الهرم الوزاري، وثانيا أن بن دغر كان قياديا بارزا داخل حزب المخلوع صالح، ومع بدء الحرب انشق المؤتمر الشعبي العام إلى جناحين، أحدهما إلى جانب صالح والثاني إلى جانب عبد ربه، ويمكن لهذا التعيين الجديد أن يجمع حوله كلا الجناحين وأن يعزز من قوة ذلك الحزب في الخارطة السياسية المستقبلية لليمن، وبهذا يبقى زيت المؤتمر الشعبي في دقيقه ويخرج من الأزمة أكثر تماسكا.

 

ورغم أن هذه التعيينات الجديدة تصب في خانة الإنجليز إلا أن إمساك السعودية للملف اليمني يجعل من استفرادهم بالمشهد السياسي في البلاد مستحيلا، فلا تزال أمريكا تمسك بأوراق ضغط كافية في اليمن تحافظ لها على مصالح اقتصادية وعسكرية لطالما سعت لتحقيقها.

 

ولن يتخلص أهل اليمن من هذا الصراع الدولي على النفوذ والثروة في بلادهم، إلا في حال انفضوا عن كل تلك القيادات التي ارتضت أن تكون لاعبا للنفوذ الغربي في بلد الإيمان والحكمة، وأن يلتفوا حول المخلصين العاملين لإعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة مستندة إلى أهل النصرة من أحفاد الأنصار، دون الاستناد إلى قوى الشر الخارجية التي ما فتئت تعلن عداءها للإسلام وأهله، وبهذا يعيدوا لليمن سيرتها الأولى.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

د. عبد الله باذيب - اليمن

آخر تعديل علىالأربعاء, 06 نيسان/ابريل 2016

وسائط

2 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الأربعاء، 06 نيسان/ابريل 2016م 11:28 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • khadija
    khadija الأربعاء، 06 نيسان/ابريل 2016م 08:15 تعليق

    في ميزان حسناتكم وبارك الله في جهودكم وسدد خطاكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع