الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الوجود الأمريكي هو سبب عدم الاستقرار في باكستان والمنطقة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الوجود الأمريكي هو سبب عدم الاستقرار في باكستان والمنطقة

 

 

 

الخبر:

 

أجرى رئيس أركان الجيش الباكستاني (الجنرال قمر جاويد باجوا) يوم الجمعة 17 شباط/فبراير 2017م محادثةً هاتفية مع الجنرال الأمريكي جون نيكلسون (قائد بعثة الدعم العسكري في أفغانستان (RSM))، نقل فيها قلقه من استمرار أعمال "الإرهاب" في باكستان التي تنطلق من أفغانستان، وقال: "إن مثل هذه الأنشطة الإرهابية والتقاعس عن مكافحتها يختبر سياستنا الحالية من ضبط النفس عبر الحدود". وقال مسئول العلاقات العامة العسكرية الباكستانية (ISPR) في بيان له: "معظم الأعمال التفجيرية التي تحصل في باكستان تنفذ من قبل المنظمات الإرهابية التي تختبئ قيادتها في أفغانستان".

 

التعليق:

 

شهدت باكستان ثماني هجمات في جميع أنحاء البلاد خلال خمسة أيام فقط، راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل ومئات المصابين، والتصعيد المفاجئ للهجمات هذه أخذ الناس على حين غرة، على الرغم من أن القيادة السياسية والعسكرية تتبنى "خطة العمل الوطنية"، فبعد الهجوم الوحشي على المدرسة التي تضم أبناء العسكريين في بيشاور في 16 من كانون الأول/ديسمبر 2014م، تم توظيف العمليات العسكرية في المناطق القبلية، وقامت القيادة السياسية والعسكرية بعمليات تمشيط في المناطق الحضرية والريفية، واعتقلت المئات من الناس، وكانت تدّعي أنها كسرت ظهر الجماعات "الإرهابية" وأنهم في حالة فرار، مع ذلك فإن القيام بثماني هجمات ضد المدنيين وقوات الأمن خلال خمسة أيام، من كراتشي إلى لاهور ومن كويتا إلى بيشاور، أثار علامة استفهام كبيرة حول ادّعائها، لذلك ولإبعاد أصابع الاتهام عنهم، شنّت غارات بعد الهجوم الانتحاري على المسجد في (سهوان) في السند الذي قُتل فيه 88 شخصاً، وزعم الحكام بأنهم قتلوا 100 من "الإرهابيين" ينتمون إلى مختلف الحركات المتشددة المحظورة والجماعات الطائفية.

 

أثار بعض الناس في وسائل الإعلام أسئلة: كيف يمكن للنظام معرفة الكثير من "الإرهابيين" في يوم واحد فقط وبعد هجوم سهوان مباشرة؟! إذا كان الحكام يعرفون من هم قبل الحادثة، فلماذا انتظروا لما بعد المأساة الوحشية ولم يتم تحييدهم من قبل؟!

 

أيضاً اتهم النظام علناً ​​وبشكل صارخ الحكومة الأفغانية لعدم اتخاذها إجراءات ضد الجماعات التي تستخدم الأراضي الأفغانية وتشنّ هجمات داخل باكستان، لذلك أغلق نقطة الحدود (تورخام) بين باكستان وأفغانستان، من بين نقاط العبور الأخرى، وقد تم استدعاء المسئولين في السفارة الأفغانية إلى مقر القيادة العامة للجيش الباكستاني في (روالبندي)، حيث تم تسليمهم لائحة من 76 اسماً لـ"إرهابيين" مسئولين عن تدبير أنشطة "إرهابية" في باكستان من الأراضي الأفغانية، وبعد ساعات من هذا، قصفت قوات الأمن الباكستانية معسكرات تابعة للجماعات "الإرهابية" المزعومة عبر الحدود في أفغانستان في ليلة الـ17 من شباط/فبراير.

 

 ليس من المستغرب أن يتم استغلال هذه الهجمات من قبل النظام لإعادة العمل بالمحاكم العسكرية، فبعد هذه الهجمات اكتسبت أصوات العمل بالمحاكم العسكرية زخماً أكبر. أيضاً في هذا الجو من الخوف والهستيريا، لا أحد يجرؤ على مساءلة النظام فيما إذا كان هؤلاء الذين يقتلهم النظام هم "إرهابيين" حقاً أم لا، حيث يبدو الأمر وكأن النظام قد منح نفسه رخصة للقتل مع الإفلات الكامل من العقاب.

 

لقد عشنا هذه الأجواء من قبل بعد مجزرة بيشاور، حين وعد النظام بالقضاء على "الإرهاب" و"التطرف" ولكن بدلاً من ذلك رأينا قتله المجاهدين المخلصين الذين يقاتلون القوات الأمريكية في أفغانستان والقوات الهندية في كشمير المحتلة، فضلاً عن اعتقال السياسيين والنشطاء السياسيين الذين يطالبون بتطبيق الإسلام وإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، وقد تم اختطاف شباب حزب التحرير في باكستان، وسجن المعتقلين وتعذيبهم بشدة على مدار العامين الماضيين اللذين تم العمل فيهما بـ"خطة العمل الوطنية" على قدم وساق. لذلك سيتم استخدام الأجواء الحالية من الترهيب للعمل بالمحاكم العسكرية، وجعل القوانين أكثر شدة ضد الإسلام، لا لشيء إلا لقمع أصوات الإسلام في باكستان، وهو مطلب الولايات المتحدة من أجل تعزيز وجودها في المنطقة، فالحكام ينفذون إملاءات واشنطن من دون تردد، بدلاً من معالجة السبب الحقيقي لعدم الاستقرار في باكستان، وهو وجود الولايات المتحدة في المنطقة.

 

ما دام المسلمون في باكستان متمسكين بالإسلام ورافضين للهيمنة الأمريكية، فإن الهجمات ضدهم سوف تستمر، والتي يتم التخطيط لها من قبل وكالات الولايات المتحدة وشبكة (ريموند ديفيس) حتى يتمكن الحكام من استخدامها ذريعة لقمع الدعوة إلى الإسلام في باكستان. إن الحل الوحيد هو القضاء على الوجود الأمريكي، وهو الحل الذي لا يجرؤ الحكام العملاء أبداً على تنفيذه، بينما ستتخذ هذه التدابير الجريئة الخلافة على منهاج النبوة القائمة قريباً بإذن الله.

 

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

شاهزاد شيخ

نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان

آخر تعديل علىالثلاثاء, 21 شباط/فبراير 2017

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع