الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تضارب الفتاوى بين التحليل والتحريم لمقاطعة قطر

 

 

 

الخبر:

 

قال مفتي عام المملكة العربية السعودية، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، إن القرارات التي اتخذتها المملكة ضد قطر إثر اتهامها بدعم (الإرهاب) "فيها مصلحة للمسلمين ومنفعة لمستقبل القطريين أنفسهم". ودعا جماعة "الإخوان المسلمين" إلى الابتعاد عن "العصبية والغلو" واتباع "كتاب الله والسنة".

 

التعليق:

 

تضاربت الفتاوى بخصوص مقاطعة قطر تبعا لولي الأمر الذي يتبعه المفتي، فمفتي السعودية عبد الله آل الشيخ يعتبر المقاطعة في مصلحة المسلمين، وتابعه في ذلك الأزهر، إذ أعرب عن تأييده للقرارات التي اتخذها قادة عرب ضد قطر، معتبرا أنها تهدف إلى "ضمان وحدة الأمة والتصدي لمخططات ضرب استقرارها". كما ساند عمرو خالد القرار الذي اتخذته مصر.

 

وفي الطرف الآخر اعتبر أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن مقاطعة قطر وحصارها "حرام شرعا"، وتابعه في ذلك الإخوان المسلمون الذين دافعوا عن قطر.

 

ولدى متابعة آراء المحرّمين والمحلّلين للمقاطعة نجد أنهم لم يستندوا في آرائهم إلى الأحكام الشرعية، حيث لم يرجعوا فيها للقرآن أو السنة، ولم يستنبطوا فتاواهم منهما، وإنما كان استناد المحللين للمقاطعة إلى المصلحة التي أقرها الحكام ونسوا بل تناسوا أن القرار إنما كان قرارا أمريكيا صرفا، يهدف إلى تحقيق مصلحة أمريكا، أما الحكام فهم مجرد عبيد تحت أقدام ترامب، وأنه جاء ناهبا لأموال الأمة موقِعاً بينها العداوة والبغضاء، كما تناسى هؤلاء أن السعودية قد سعت لشيطنة الثورة السورية بمالها السياسي القذر ودفعت بعض الفصائل لقتال بعضها بعضا بدل محاربة النظام مما أطال من أمد معاناة أهل سوريا ورحلة عذابهم، وساعد النظام في استعادة كثير من المناطق التي فقدها وراح ضحية ذلك زهاء نصف مليون شهيد ومليون جريح و11 مليون مشرد.

 

أما المحرمون للمقاطعة فقد انطلقوا من مصالحهم التي ترعاها قطر فانبروا يدافعون عن قطر وعن قناة الجزيرة، وتناسوا بدورهم أن قطر تحتضن قاعدة العديد وهي أكبر قاعدة أمريكية تنطلق منها الطائرات الأمريكية لقتل المسلمين في العراق وسوريا واليمن وغيرها، كما تناسوا أن قطر  سعت هي الأخرى لشيطنة الثورة السورية بمالها السياسي القذر وأشعلت بين الفصائل حرب فتنة أكلت الأخضر واليابس.

 

هذه هي نتائج الإسلام (الوطني) الذي يدين به هؤلاء فهم ينظرون إلى الإسلام كما ينظر الرأسماليون إلى النصرانية على أنها مجرد مؤسسة دينية كهنوتية لا تتدخل في شؤون المجتمع إلا بالقدر الذي تسمح به الدولة ولا تخرج فتواها عن قرارات الدولة، فربها هو رئيس الدولة وكتابها دستور الدولة ورسولها إعلام الدولة.

 

لقد كشفت الأحداث كثيراً من الدعاة والمفتين والإسلاميين وعرت كثيراً منهم لتدرك الأمة عدوها من صديقها...

 

هذا من حيث مواقف سدنة الأصنام، أما المواقف الشعبية فتجدها في مواقع التواصل الإلكتروني إذ تفاجأ ببعض الناس الذين يتمنون زوال السعودية وآخرين يتعاطفون مع قطر ويحرمون مقاطعتها وآخرون مؤيدون لأردوغان في بناء قاعدة عسكرية في قطر للدفاع عنها.

 

إن تعاطف الشعوب في العالم الإسلامي مع بعضها بعضا هو علامة صحة ودليل على إحساس الأمة بالوحدة على أساس الإسلام ولكن تعاطف الشعوب مع الأنظمة الحاكمة مع دولة ضد دولة بحجة المفاضلة بين السيئ والأسوأ فهذه علامة مرض يجب معالجتها.

 

يجب التفريق بين الشعوب والدول فالشعوب مسلمة تتمنى الانعتاق من قيود الأنظمة ودساتيرها لتطبق شرع ربها، أما الأنظمة فهي سياط الاستعمار في ضرب الشعوب وتعذيبها وتكبيلها وإبعادها عن شرع ربها، ولا يجوز لنا أن نخضع للواقع ونفاضل بين السيئ والأسوأ بل لا بد من الحكم على الأنظمة من خلال الحلال والحرام ونعرض قوانين الدول وسياستها على الأحكام الشرعية، فإن خالفت الإسلام رفضناها ولا يجوز تبرير أعمالها بأن هذه سياسة ونحن كشعوب لا علم لنا بالسياسة ولا نتصور كم حجم الضغوط الدولية التي تمارس على الأنظمة، وبدلا من الإنكار على الحكام ومحاسبتهم يتحول البعض إلى مدافعين عن المنكر ومبررين له، وهنا عليهم أن يراجعوا إيمانهم لأن رسول الله rيقول في درجات تغيير المنكر «فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ» وفي رواية «وَلَيسَ وراءَ ذلِك مِن الإِيمانِ حبَّةُ خرْدلٍ». أمر آخر يجب التنبيه عليه وهو أن الحكم على فرد يختلف عن الحكم على دولة فقد يكون رئيس الدولة مسلما محافظا مصليا صائما مزكيا حاجا حافظا للقرآن ولكنه في حكمه لبلاده يحكمها بدستور علماني يفصل الدين عن الحياة فاقتصاده قائم على الربا وسياسته الخارجية قائمة على تطبيق القانون الدولي الذي وضعته الدول الصليبية. وما الذي يفيد الأمة إذا كان حاكمها حافظا للقرآن مخالفا له في الحكم والسياسة نفذ منه بعض الأحكام التي تُسكِت الناس عنه وترك عظائم الأمور تسير وفق أنظمة الكفر!! ولا يقال إن هذا الحاكم يقف مع الإسلاميين وإنه يساندهم، فقد رأينا أثر هذه المساندة في العمل على شيطنة ثورة سوريا وفي قتال الفتنة الذي يدور بين إخوة الإسلام في الشام، ولا يقال هنا إن هذا الحاكم أفضل من هذا أو إنهم جميعهم سيئون ولكن نختار الأقل سوءا!!

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نجاح السباتين – ولاية الأردن

آخر تعديل علىالأربعاء, 14 حزيران/يونيو 2017

وسائط

3 تعليقات

  •  Mouna belhaj
    Mouna belhaj الجمعة، 16 حزيران/يونيو 2017م 09:31 تعليق

    بارك الله فيكم و أثابكم

  •  Mouna belhaj
    Mouna belhaj الجمعة، 16 حزيران/يونيو 2017م 03:46 تعليق

    بارك الله في جهودكم الطيبة

  • سفينة النجاة
    سفينة النجاة الخميس، 15 حزيران/يونيو 2017م 15:05 تعليق

    بوركت جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع